قال أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي السابق في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن حزب العدالة والتنمية التركي الذي يترأسه رجب طيب أردوغان انحرف عن المبادئ الأساسية التي تأسس عليها، الأمر الذي خلق نوع من "عدم الارتياح" و"الغضب" في أوساط قادة العدالة والتنمية . وأضاف أوغلو الذي استقال من الحكومة التركية في 2016، إن مبادئ مثل العدالة والحرية وحرية الفكر وحرية التعبير التي كان يشيد بها حزب العدالة والتنمية، تم تجاهلها والتغاضي عنها في السنوات الثلاث الأخيرة. وقال أوغلو بأن المؤسسات التركية ضعُفت، والتغير الذي حدث بالتحول إلى نظام رئاسي يمنح صلاحيات وسلطة واسعة للرئيس رجب طيب أردوغان هدمت المبادئ الأساسية التي تأسست عليها دولة تركيا. وأشار صحيفة فايننشال تايمز، بأن داوود أوغلو واحدا من أبرز الأعضاء في حزب العدالة والتنمية الذين عبروا عن غضبهم من تراجع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة وفقدان الحزب لرئاسة مدينة اسطنبول، وخرج في أبريل الماضي بانتقادات للمسار الذي اتخذه حزب طيب أردوغان. وتأتي انتقادات أوغلو في الوقت الذي يعرف حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان تحديات داخل تركيا، بالاضافة إلى تحديات خارجية كالصراع مع الغرب، والمشاكل الاقتصادية. وقال أوغلو الذي لا زال عضوا في حزب العدالة والتنمية أنه يحاول القيام باصلاحات من داخل الحزب، لكنه أضاف "لا أملك الكثير من الأمل". وقالت فايننشال تايمز، أنه رغم انتقادات أوغلو للحزب الحاكم إلا أن عدد من المعارضين التركيين يشكون في إمكانية أوغلو أن يكون هو الحل لمشاكل البلاد، باعتباره أنه هو من كان مسؤولا عن السياسة الخارجية للبلاد، كما أن عدد من الصحفيين والمعارضين دخلوا السجن في فترة تواجده بالسلطة. هذه الاتهامات نفاها أوغلو وصرح بأنه دافع عن عدد من الصحفيين وطالب باحترام حرية التعبير، وبخصوص المعارض الكردي صلاح الدين ديمتراس الذي يوجد في السجن منذ 3 سنوات والذي قدمته الصحيفة كنموذج، قال أوغلو بأن اعتقاله جاء بعد خروجه من السلطة وكان ذلك "إجراء قانوني لا يمكنني فعل أي شيء حياله". وكشف أوغلو التعتيم الاعلامي الذي يتعرض له في تركيا، حيث كشف تجنب الصحفيين التواصل معه، مشيرا إلى أنه شارك في برنامجيين على اليوتيوب لصحافيين معارضيين روس، لكنه تفاجأ بأن النسخة التركية من البرنامجين تم حذفها. وقال أوغلو " كل ما نريده هو علم نفس جديد في تركيا مبني على الانفتاح والمصداقية والحرية بدون أي خوف".