اليابان تُنتِجُ قريبًا، في بَحثِها الطّبي، خلايا حيوانيةً بَشَريّة.. خبرٌ اهتَزّت له الأسرةُ المُختَبَريّةُ في العالم.. إنها تجربةٌ عِلميةٌ وُصِفَت "بالخطيرة"! فبعدَ سنواتٍ من الأخذِ والرّدّ، ومن التّردّدِ في مُختلفِ أرجاء الكُرة الأرضية، نَشرَت المجلّةُ الِعِلميّةُ الشهيرة "Nature" موضوعًا مُفصّلاً أثارَ ضجّةً عالمية: "الحكومةُ اليابانية" أَعطتِ الضوءَ الأخضر للعالِمِ الياباني الشّهير "هيرُوميتسُو ناكُوتشِي"، المُختصّ في الخلايا الجِذعِيّة، بالشّروعِ في إجراءِ تجربةٍ لأعضاءَ هجِينَةٍ "بَشرية - حيوانية"، في إطارِ "تعديلِ الجَيّنات".. هذه من أبرزِ الدّراساتِ العِلمِيّةِ إثارةً للجدَل، وتتَحَدّدُ في تجربةِ الأجِنّةِ البَشريةِ الحيوانية، ومنها زراعةُ أعضاءِ "الخَنازِير المُعَدَّلَة" في جسمِ البَشر! * ماذا يعني هذا؟ لقد باتَ بالإمكانِ إنماءُ أعضاءَ بشريةٍ في أجسادِ حيوانات، مثلَ القوارض، أي الفئران والجِرذان، وكذا الأغنامِ والخنازير، والكِلاب، والقِطط، والخُيول، والطّيور، والقِرَدَة... وهذا مُتوقّف على فَعاليةِ ونجاعةِ التّجربة.. وبعد هذه المرحلة، سيتمّ الشروعُ في حَقنِ الخلايا الجِذعيةِ البَشرية، المُتعددةِ القُدُرات، في أجنّةِ الفئرانِ والجِرذان التي عُولجَت وراثيًّا.. كثيرٌ من الدول، في القارات الخمس، مَنَعت هذه التجربة، منذ سنوات، نظرًا لكونِها محفوفةً بمَخاطِرَ أخلاقية.. وها هي اليابان تَرفعُ الحَظر.. وتُشعِلُ الضوءَ الأخضر.. وستُعتَمَد هذه المُوافَقَةُ الرّسميّةُ اليابانية، لترخيصاتٍ مُحتَملَة لمَراكزَ عِلميةٍ أخرى.. وقد تصلُ الأضواءُ الخضراءُ إلى مَناطقَ من العالم.. وهذا من أجل اختبارِ إمكانيةِ صُنعِ جهازٍ هضمِي بشري، من حيواناتٍ تَبيّنَ أنّ لها تشابُها بِنيويّا مع البشِر على مُستَوى الخلايا.. وسيَتَسنّى استخدامُ حَيوانات، ومنها أنواعٌ كثيرةٌ من الفئران والجِرذان وغيرِها، لعلاجِ أمراضٍ بَشرية، بدءًا من الجهازِ الهضمي.. وإذا نجَحت التجربةُ الأولى، فقد تَمتدّ إلى تجاربَ أخرى في مُختلفِ أعضاءِ الجسم البشري، ومنها الدماغُ والقلب.. وستَخضعُ القوارضُ التي ستُجرَى عليها التجاربُ الأولى، لمُراقبةٍ مُدتُها عامان، وتتَبُّعِ تطوّراتِ حالةِ أدمغتِها وأعضائِها.. وفي حالة التأكّدِ من النّجاح، قد يَطلبُ باحثون الدخولَ في تجاربَ أخرى تكمِيلية.. والمسألة كلُّها مُتوقّفة على نجاحِ التجربة اليابانية التي يَنتظرُها مئاتُ الآلافِ من المَرضَى، بمختلفِ أنحاءِ العالم.. ومن التّخوّفاتِ الكُبرى، من هذا النوعِ من التجارب، الكيفيةُ التي قد تتَطَوّرُ بها الخلايا الجِذعيةِ البَشرية، في جسمِ الحَيوان.. وإذا لم تَنجَح على الفئرانِ والجِرذان، فما نوعُ الخلايا التي يُمكنُ أن تُعالِجَ مرضَى البَشر؟ وها هي اليابان تتَحدّى الأخلاقيات، وتدخلُ في تجربةِ المُختبَر.. وفي هذه الأثناء، تَرتفعُ أصواتٌ عِلميةٌ هي أيضا مُتخَوّفة: أليست في هذه التجاربِ تخوّفاتٌ من احتمالِ أن تتَسرّبَ خلايا بَشريةٌ إلى أدمغةِ حيواناتِ التجارب؟ وفي هذه الحالة، كيف تَكُونُ العَواقب؟ وهل فينا من قد لا يَخلطُ بين جيّناتِ الحيوانِ والبَشَر؟ الموضوعُ ما زالت تَشُوبُه حساسيات.. واحتِراسات.. وتَخَوّفات.. * وأخلاقيات! [email protected]