لم يعد شراء شركة "لاسامير" المفلسة أمرا سهلا بالنسبة لشركة "أفريقيا" للمحروقات التابعة للهولدينغ الاقتصادي المملوك لعائلة عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وذلك بعدما دخل عملاق النفط الإسباني "سيبسا" على الخط. وأكدت صحيفة "الأسبوع الصحفي" أن "سيبسا"، تريد بدورها اقتناء "لاسامير"، وهو الأمر الذي دفع رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز إلى اقتراح هذا الأمر على "مسؤول مغربي كبير" خلال آخر زيارة له للمغرب، وذلك بهدف تعزيز استثماراتها في المغرب الذي تحضر فيه إلى حدود الآن عبر مساهمتها في شركة "بيترو سور" والتي تتركز استثماراتها في أكادير والصحراء المغربية. وفي الوقت الذي تريد فيه "أفريقيا" اقتناء "لاسامير" المتعثرة من أجل استغلال منشآتها للتخزين، يبدو أن الطموح الإسباني أكبر ويريد استغلال باقي الاختصاصات، ويدخل، حسب الأسبوعية ذاتها، في إطار رغبتها في توسيع استثماراتها بالمغرب، إذ تريد الوصول إلى 100 محطة في أفق سنة 2030. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأمر يأخذ منحى سياسيا، حيث إن الشركة الإسبانية تساعد على تثبيت السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية كونها المزود الأول للسفن الأوروبية العاملة في مجال الصيد البحري في السواحل المغربية الممتدة من أكادير إلى الداخلة، وذلك بناء على اتفاق الصيد الذي يربط المملكة بالاتحاد الأوروبي. وكان القضاء المغربي قد أمر بتصفية شركة "لاسامير" في 2016، إثر تراكم ديونها التي وصلت إلى 43 مليون دولار، وذلك عقب قرار من مالكها الثري السعودي محمد حسين العامودي بوقف عمليات تكرير النفط، ما أدى إلى فقدان المئات من العمال والمستخدمين لوظائفهم.