1. الرئيسية 2. آراء ماذا فعلت الساحرة المستديرة بمغرب "منبث الأحرار" ؟ بقلم عيدودي عبد النبي السبت 3 دجنبر 2022 - 19:58 لماذا سميت بالساحرة؟ ولماذا لم يتناولها الفلاسفة بالدراسة والبحث؟ ولماذا هذا السحر الخطير وهذا الإغواء الكبير الذي تخلقه الساحرة في نفوس البشر؟ ما هو القاسم المشترك بين هذه الجماهير المولعة بالكرة الساحرة؟ أهو الحب أم الجهل بها وبها؟ أم هو العشق للصراخ فقط، والرغبة الجامعة في العنف والفوضى أحيانا؟ لم يتناول الفلاسفة المفكرين موضوع الساحرة بالدراسة والتنقيب.. ولم يخصص لها أي باب في كتبهم الفلسفية.. بل ظل الفيلسوف يعتبر الساحرة مجرد لعبة لا ترقى إلى مستوى الفكر والبحث والتنقيب الابستمولوجي.. لكن كرة القدم استطاعت أن تخطف الأضواء.. وتسحر النفوس.. وتملك القلوب.. بل تمكنت من التوغل داخل الأسرة الغنية والفقيرة، الثرية، والكادحة .. ولم تقتصر على أحياء الطبقة العاملة البروليتارية التي وضعت لها الأوليغارشية والبورجوازية الفاحشة كرة من هواء ل"تلهيهم" عن مطالب الشغيلة وعن التفكير في الثورة عنها وقت راحتهم.. لم تتوقف الساحرة إلى هذا الحد، بل اخترقت الأحياء الراقية والمتوسطة.. وبلبلت دأب الفيلسوف المفكر، وحرّكت فتاوى الفقيه المشرع، وشغلت شباب وشيبا.. ولم تفرق بين كبير وصغير .. وألهمت قلوب الجماهير وألهبت حماسهم. لكن السؤال لازال يلح علينا، ما هو القاسم المشترك بين هذه الجماهير العاشقة للكرة الساحرة بغض النظر عن لونه أبيض كان أو أسود، وبغض النظر عن لغته ولهجته أو عرقه.. ومعهما كانت وضعيته فقيرا أو غنيا، جاهلا أو مثقفا، كبيرا أو صغيرا.. ذكرا أو أنثى؟ لماذا نصرح مثل الأطفال حين تضيع الفرصة في تسجيل الهدف؟ لماذا نقفز ونمط ونحط كالبراعم كلما سجلنا الهدف؟ أهي طفولتنا التي ترقص فينا منذ الصغر ونعومة أظافرنا إلى أن نشيخ ونهرم؟ أم هو حب النصر الذي نجري راءه منذ الولادة حتى القبر؟ أقول لكم بعد تفكير ودون تفلسف لعلهما الإثنان؟ لماذا؟ لأنه كلما تعلق الهدف المسجل أو ضائع في مبارة من حجم مباراة كأس العالم، حصل الأمران معا وأنتم تستشعرون حصولهما كما أستشعره معكم. نصرخ، نعم، لأننا نريد أن يسجل لنا بالهدف نصرا ضائعا منا وهارب عنا، و إن صدح العقل قائلا: إنها مجرد لعبة لا يفيد النصر فيها بشيء لتغيير أوضاعنا.. انبعتث طفولتنا وبراعتها تفرح وتنشد النشيد (منبث الأحرار ..) فرحا بالنصر الذي يتحقق في أنفسنا المجبولة على اللعب حتى الموت.. أنظر ماذا تفعل الساحرة اليوم بالمغرب منبث الأحرار ومشرق الأنوار.. إنها تخرج الجميع من بيوتهم ليفرحوا ويلعبوا و يرقصوا احتفالا بتسجيل الهدف.. و انظر كيف يصرخون صرخة مدوية في المقاهي وفي كل البيوت والشوارع لحضة ضياع الفرصة.. أنظر كيف تجعلنا نستحضر عظمة الأمّة المغربية وصحرائها وساحلها وعمقها الأفريقي والأندلسي الموريسكي.. لقد كذب من قال إنها مجرد لعبة.. إنها ساحرة.. بل إنها مرآة نرى فيها حضارتنا وقوتنا ولو للحظات.. إنها المعيار الذي يكشف حقيقة البنية التحتية لكل بلد.. طرق.. ملاعب، مطاعم، فنادق، وسائل نقل، واتصال جوي وبحري .. بل هي من تعري عن تخلف بلد ومدى جهل مواطنينه بقواعد العيش المشترك وقيم السلم والأمن العالميين. عفوا أيها الفلاسفة، الكرة اليوم لم تعد لعبة فقط، بل أصبحت مؤشر دال على تقدم وطن وازدهار بلد ووعي أمّة!