ما ذكره ممثل المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، في الأيام الأخيرة، بشأن لجوء "البوليساريو" لاقتناء الأسلحة بآلاف الدولارات، في الوقت الذي يعيش فيه سكان المخيمات في تندوف وضعا مأساويا، أكدته منظمة "أطباء العالم" غير الحكومة الإسبانية، التي دقت في تقرير نشرته الخميس، ناقوس الخطر من الوضع الصحي والغذائي في هذه المخيمات. وقالت المنظمة المذكورة وفق "أوروبا بريس"، إن حوالي 180 ألف شخص في مخيمات تندوف يعيشون وضعا صحيا وغذائيا صعبا، الوضع الذي ازداد سوءا بسبب تراجع المساعدات الدولية بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، وتراجع الإعانات المالية بنسبة 20 بالمائة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مقارنة بالعام الماضي. وأضافت نفس المنظمة الإسبانية، أن ما يشير إلى الوضع الصعب الذي يعرفه سكان المخيمات، هو أن السِلَل الغذائية التي توزع على السكان تراجعت أعداد المواد الغذائية التي كانت تحتويها مقارنة بالسابق، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن منظمة الهلال الأحمر بالمخيمات تتحدث عن وجود مخزون غذائي يكفي لشهرين فقط، محذرة من تأزم الوضع أكثر في حالة عدم عودة المساعدات الدولية بحجم أكبر. وفي خضم هذا الوضع الصعب الذي يعاني منه سكان مخيمات تندوف في الجزائر، فإن جبهة "البوليساريو" التي تتحكم في مصير المخيمات، تتحدث عن عزمها اقتناء طائرات بدون طيار من إيران لاستخدامها ضد القوات المغربية في الصحراء. وفي هذا السياق، قال ممثل المغرب بالأممالمتحدة في ندوة صحفية يوم الخميس 27 أكتوبر الماضي بنيويورك، إنه في الوقت الذي تطالب فيه "البوليساريو" برفع قيمة المساعدات التي تتوصل بها المخيمات، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن أزمة وخصاص في جميع المجالات، تزامنا مع تحذير ممثل الأممالمتحدة في الجزائر من وجود خطر للمجاعة هناك، فإن قيادات الجبهة تقتني الدرونات بآلاف الدولارات. وأوضح هلال أن "الطائرات التي يتحدثون عنها هي النسخة الأدنى ضمن الدرونات الإيرانية، والتي تساوي ما بين 20 إلى 22 ألف دولار، وهذا يعني أن اقتناء طائرة مسيرة واحدة يعني ضمان التغذية ل300 شخص لمدة عام كامل، وضمان الخدمات الصحية ل500 شخص لسنة أيضا، كما يمكن أن يغطي تعليم 120 طفلا"، مضيفا أن على المجتمع الدولي، أن يحسم قراره بخصوص ما يجري. وسبق أن تحدثت العديد من التقارير الإعلامية الدولية سابقا، عن وجود أزمات صحية وغذائية في مخيمات تندوف، مشيرة إلى أن الفساد المرتبط بالتوزيع غير العادل للمساعدات من طرف "البوليساريو" يعلب دورا في رفع حدة تلك الأزمات، في وقت يوجه آخرون انتقادات ل"البوليساريو" باستغلال مآسي السكان لمواصلة مطامحها التي لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع منذ عقود من الزمن.