لم يحضر عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة في نيويورك، مسلحا بالكلام فقط وهو يقف أمام كاميرات وسائل الإعلام خلال الندوة الصحفية، بل أيضا بمعطيات تكشف عن قيام جبهة البوليساريو باقتناءٍ محتمل لطائرات "درون" إيرانية مقابل مبلغ قد يصل إلى 22 ألف دولار للوحدة، الأمر الذي تستغل فيه الأموال التي تتلقاها كمساعدات دولية، وجزائرية. وقال هلال إن إعلان البوليساريو امتلاكها ل "درونات" هو تطور خطير، موردا "أتمنى أن يكون الأمر متعلقا فقط بالبروباغاندا والأخبار المضللة التي اعتادت أن تأتينا من تندوف، لكن لو كان هذا صحيحا فهناك 3 تفسيرات للأمر أولها على المستوى الجيو سياسي، حيث إنه يُثبت أن المغرب كان على حق منذ عامين حين حذر من وجود عناصر إيران وحزب الله في تندوف وفي منطقة شمال إفريقيا، وقد مروا الآن من تدريب عناصر البوليساريو إلى تجهيزها بطائرات مسيرة". وأورد هلال أنه "على العالم أن يعلم أنه بعد أن قامت إيران بإحداث الفوضى في اليمن وسوريا والعراق، ها هي الآن تعمل على ضرب الاستقرار بمنطقتنا، وهذا لن يكون سيئا للمغرب فقط، بل لكل دول المنطقة"، موردا أن المسألة الثانية هي أن هذا الأمر "سيعني تغيُّرا لقواعد اللعبة على الأمر، والمغرب سيتعامل مع نتائج ذلك وسيكون ذلك بالطريقة المناسبة"، قبل أن يضيف "لن أتعمق في هذا لأنني سأتركه للسلطات العسكرية المغربية العليا". وقال ممثل المغرب بالأممالمتحدة إن النقطة الثالثة هي أن هذا الأمر يطرح مشكلة أخلاقية، لأنه في الوقت الذي تطالب فيه "البوليساريو" برفع قيمة المساعدات التي تتوصل بها المخيمات، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن أزمة وخصاص في جميع المجالات، تزامنا مع تحذير ممثل الأممالمتحدة في الجزائر من وجود خطر للمجاعة هناك، فإن قيادات الجبهة تقتني الدرونات بآلاف الدولارات. وأوضح هلال أن "الطائرات التي يتحدثون عنها هي النسخة الأدنى ضمن الدرونات الإيرانية، والتي تساوي ما بين 20 إلى 22 ألف دولار، وهذا يعني أن اقتناء طائرة مسيرة واحدة يعني ضمان التغذية ل300 شخص لمدة عام كامل، وضمان الخدمات الصحية ل500 شخص لسنة أيضا، كما يمكن أن يغطي تعليم 120 طفلا"، مضيفا أن على المجتمع الدولي أن يحسم قراره بخصوص ما يجري.