يتجه جهاز الحرس المدني الإسباني لاقتناء طائرات بدون طيار "درون" متخصصة في المراقبة والرصد، من أجل استخدامها بحدود كل من سبتة ومليلية المحتلتين الواقعتين في شمال المغرب، وفق ما أوردته مصادر إعلامية إسبانية اليوم الإثنين. وحسب ذات المصادر، فإن جهاز الحرس المدني سيقتني هذه الطائرات غير العسكرية من شركة متخصصة في صنعها، وسيبدأ في استخدامها بعد شهر من الآن، إثنان منهما سيتم توجيههما إلى سبتة، ويرجح أن اثنين أخرين سيتم توجيههما إلى مليلية من أجل استخدامهم في رصد ومراقبة الحدود. ويسعى الحرس المدني، وفق ذات المصادر، إلى استخدام هذه الطائرات في رصد التحركات التي تحدث بحدود كل من سبتة ومليلية من طرف المهاجرين السريين الذين يحاولون بشكل مستمر إلى اختراق الحدود لدخول المدنيتين، إضافة إلى محاولات مهربي المخدرات بتهريب المخدرات بين سبتة ومليلية وباقي التراب المغربي. ويرى جهاز الحرس المدني أن هذه الطائرات سترفع من حالة التدخل من طرف الأمن الحدودي لمنع تسلل المهاجرين إلى سبتة أو مليلية، إضافة إلى محاربة ظاهرة تهريب المخدرات نحو المدينتين، خاصة أن العديد من شبكات تهريب المخدرات شرعت في السنتين الأخيرتين في استخدام طائرات "الدرون" عبر الحدود. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة الإسبانية للرفع من المراقبة والرصد بحدود سبتة ومليلية، يأتي بعد شهور من قيام المغرب باختيار منطقتين قريبتين من حدود مليلية وسبتة المحتلتين، لوضع قاعدتين خاصتين بطائرات "دورن" عسكرية من صنع تركي، تتميز بتطورها في مجال المراقبة واستقراء الأهداف بدقة. ويتعلق الأمر بطائرات "Bayraktar TB2" بدون طيار من صنع شركة "بايكار" التركية، حيث سبق أن طلب المغرب 13 وحدة من هذا النوع المتطور من "الدرون" العسكرية، بقيمة تفوق 60 مليون دولار أمريكي، لتعزز الأسطول الحربي المغربي من الطائرات المسيرة، إلى جانب طائرات مسيرة اقتناها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. واختار المغرب قاعدة العروي بالناظور، في حين من المتوقع أن يختار قاعدة أخرى بين طنجة وتطوان لتكونا معا قاعدتين لرسو وانطلاق هذا النوع من الطائرات المسيرة عن بعد، في مسافة لا تتعدى بضعة كيلومترات من حدود مليلة وحدود سبتة. وكشفت الصحافة الإسبانية في يونيو الماضي أن هناك توجس إسباني من هذه الخطوة المغربية، بالرغم من أن مصادر مغربية مقربة من الجيش، تحدثت عن أن وضع هذه الطائرات بحدود مليلية وسبتة، يأتي بهدف مراقبة الهجرة السرية، وتهريب المخدرات، من أجل التصدي لاستفحال هاتين الظاهرتين، باعتبار أن تهريب المهاجرين والمخدرات يشهدان نشاطا مكثفا بهذه المناطق. وتتميز هذا الطائرة بقدرتها على حمل أوزان تصل إلى 150 كيلوغرام، إضافة إلى التحليق لمدة 24 ساعة كاملة دون توقف. كما أنها تتميز بمعدات المراقبة والرصد الليلي وضرب الأهداف بدقة عالية، وفق ما أعلنته الشركة في تفاصيل هذه الطائرة المنشورة على الأنترنيت.