يترقب الفلاحون في الناظور و عدد من جهات المغرب الأكثر إنتاجا للزيتون أن تجود السماء بأمطار تنقذ الموسم الحالي من انخفاض سيؤثر على مداخيلهم، وعلى الاقتصاد بصفة عامة. وعانت زراعة الزيتون، في الأشهر الماضية، من ارتفاع كبير لدرجات الحرارة؛ وهو ما أثر على توقعات الإنتاج الوطني، خصوصا في جهتي مراكش-آسفي وفاس-مكناس اللتين تعتبران الجهتين الأكثر إنتاجا للزيتون. وتتوقف جودة محصول الزيتون على الأمطار الأخيرة قبل الجني، وفي حالة لم يشهد المغرب تساقطات مطرية في الأسابيع القليلة المقبلة سيكون الإنتاج ضعيفا. وقال رشيد بنعلي، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية لمنتجي الزيتون، إن الوضع الحالي صعب للغاية في ظل تأخر الأمطار؛ وهو ما سيضطر معه الفلاحون إلى جني المحصول الذي سيكون ضعيفا من حيث الكمية والجودة. وأوضح بنعلي ، أن المساحات المسقية لا تأثير كبير عليها؛ لكن الغالبية من المساحات المزروعة بالزيتون في المغرب هي أراض بورية، وبالتالي سيكون الإنتاج الوطني ضعيفا. وبالإضافة إلى تأخر التساقطات المطرية، تواجه زراعة الزيتون استمرار ارتفاع درجات الحرارة، حيث قال بنعلي إن "الطبيعي أن يشهد شهر أكتوبر طقسا باردا؛ وهو ما كان سيُساعد نسبيا أشجار الزيتون". وتغطي زراعة الزيتون في المغرب حوالي تناهز حوالي مليون هكتار، وتمثل أشجار الزيتون وفق معطيات لوزارة الفلاحة حوالي 65 في المائة من مجموع الأشجار المثمرة. وخلال الموسم الفلاحي 2019-2020، وصل الإنتاج الوطني من الزيتون حوالي 1,9 ملايين طن؛ وهو ما يجعل المغرب من البلدان الأولى المنتجة والمصدرة للزيتون في العالم. وتلعب سلسلة الزيتون في المغرب أدوارا متعددة، خاصة في مجالات مكافحة التعرية وانجراف التربة وتثمين الأراضي الفلاحية واستقرار الساكنة في المناطق القروية والتكيف مع التغيرات المناخية. كما تعد هذه السلسلة مصدرا مهما للتشغيل، بتوفيرها لأزيد من 51 مليون يوم عمل في السنة، أي ما يعادل 13 في المائة من مجموع أيام العمل التي يوفرها القطاع الفلاحي.