نظمت جمعية الصداقة الكتلانية الريفية ببلاد كتالونيا نهاية الأسبوع مجموعة من الأنشطة الفكرية و الثقافية و الفنية في إطار برنامج احتفائي بالربيع الأمازيغي، شهد حضور العديد من الفعاليات الحقوقية و الجمعوية و السياسية الريفية و الكتلانية، و جاء ذلك في إطار إعمال الجمعية لأهدافها المسطرة في قانونها الأساسي الرامي إلى خلق فضاءات للتفاعل فيما بين الكتلانيين و الريفيين على المستوى الثقافي و السياسي بهدف تعزيز روابط التعاون بين المنطقتين في مختلف المجالات، و تنسيق العمل في عدد من القضايا المشتركة. و ضمن هذا البرنامج تم عقد ندوة حول الواقع الحقوقي بمنطقة الريف قام بتأطيرها كل من الناشط الحقوقي شكيب الخياري رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان و الناشط السياسي في صفوف الحزب اليسار الجمهوري الكتلاني البرلماني جوان تاردا، حيث قام الخياري في مستهل الندوة بتقديم عرض عن واقع حقوق الإنسان بمنطقة الريف من خلال إثارته لنموذجين معبرين و هما الأحداث التي شهدتها منذ مارس الماضي منطقة بني بوعياش مستعرضا ما عرفته من حملات قمع أمنية ضد احتجاجات سلمية للساكنة على خلفية مطالب اجتماعية صرفة بما رافقها من حملات اعتقال و محاكمات غير عادلة و إدانات بعقوبات حبسية خيالية، كتدبير استثنائي بالريف لا تشهده باقي الجهات بالمغرب، و تطرق كذلك من خلال مداخلته لنموذج وضعية مزارعي الكيف بشمال المملكة و ما يتعرضون له من متابعات قضائية و اعتقالات بسبب قيامهم بزراعة نبتة القنب الهندي في الوقت الذي تستفيد ماليا من هذه الزراعة مناطق خارج الريف في حين تقوم جهات باستغلال هذا الوضع لتأبيد سياسة “تجريم الريف” أمام أنظار العالم لتعميق محاصرته سياسيا و الإمعان في خلق بؤس اجتماعي يحول دون تطوره. و في معرض مداخلته، أكد البرلماني الكتلاني جوان تاردا على عمق العلاقات التي وصفها بالمتينة ما بين الشعبين الكتلاني و الريفي و التي تشهد عليها العديد من المحطات التاريخية، ابتداء من إدانتهم إذاك لإقحام الريفيين عنوة في الحرب الأهلية الإسبانية إلى جانب الدكتاتور فرانكو، كما ذكر بمواقف حزبه المدعمة للريفيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي خلال الحقبة الاستعمارية و التي مازالت مستمرة من خلال السؤال الكتابي الذي وضعه الحزب بتاريخ 8 يونيو الجاري أمام أنظار البرلمان الإسباني من أجل مناقشته في جلسته العامة و الذي يتعلق بالوضع الحقوقي الذي تشهده منطقة الريف خصوصا منذ مارس الماضي مدينا حملات القمع الأمنية و الاعتقالات و المحاكمات الصورية الجارية هناك، و داعيا من خلال ذات الوثيقة بأخذ ممارسات المغرب ضد الريف بعين الاعتبار في إطار محاسبته على ضوء الاتفاقات الجارية بين أوروبا و المغرب و التي تفرض عليه كأولوية احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا، كما أكد على أن حزبه سيستمر في دعم قضايا الريفيين بدون قيد أو شرط. و شهد اختتام فعاليات هذا اليوم الاحتفائي تقديم مجموعة من العروض الفنية في الرقص التعبيري الأمازيغي و كذا عرض للزي الأمازيغي، و تميزت الأمسية الختامية بإلقاءات شعرية و عروض موسقية باللغتين الأمازيغية و الكتلانية.