كشفت أرقام إدارة ميناء ألميريا، أحد أهم موانئ الجنوب الإسباني، أنه فقد 97 في المائة من نشاطه المعتاد خلال فترة عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مقارنة مع ما حققه سنة 2019 التي كانت آخر سنة يتم فيها إشراكه في هذه العملية قبل الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا العام الماضي، ثم قرار سلطات الرباط هذا العام استثناءه إلى جانب كل موانئ إسبانيا بسبب الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين هذه الأخيرة والمغرب. ووفق ما كشفت عنه الأرقام الخاصة بنشاط الميناء خلال شهر يوليوز من العام الجاري، فقط ارتفعت حركة النقل بنسبة 36,5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بسبب وقف الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا وعودة حركة السفن والعبارات إلى طبيعتها بينه وبين ميناء مليلية، بالإضافة إلى نشاط نقل البضائع مع ميناء الناظور، وعلى الرغم من أن هذا الرقم يبدو إيجابيا بالمقارنة مع فترة أزمة "كوفيد 19′′، فإنه لا يبقى كذلك بمقارنته بنشاط الفترة نفسها من عام 2019. وتشير أرقام إدارة الميناء إلى أن نشاط هذا الأخير خلال شهر يوليوز 2021 أقل بنسبة 97 في المائة بالمقارنة مع نشاطه في يونيو 2019، إذ قبل عامين كانت ألميريا نقطة عبور رئيسية ضمن عملية "مرحبا" الخاصة بعودة مغاربة المهجرة إلى بلادهم، والتي تبلغ ذروتها عادة ما بين يوليوز وغشت، وذلك بعدما جرى استثناء مينائها من العملية على غرار ما حدث لميناء طريفة والجزيرة الخضراء، والاكتفاء بموانئ فرنساوإيطاليا. وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت عن عودة عملية "مرحبا" بعد توقفها العام الماضي، مع جعل ميناءي سيت في فرنسا وجنوى في إيطاليا نقطتي عبور رئيسيتين بالنسبة للمغاربة القاطنين في أوروبا، تزامنا مع المفاوضات المستمرة مع حكومة البرتغال لافتتاح خط بحري يربط ميناء بورتيماو في جنوب البلاد مع ميناء طنجة المتوسطي، وهي المرة الأولى التي يجري فيها استثناء موانئ إسبانيا من العملية. ولم يعلن المغرب بشكل صريح أن هذا القرار مرتبط بالأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، إلا أن هذا الارتباط بدا واضحا لوسائل الإعلام في كلا البلدين نظرا لسياق الأحداث، المتسم بقرار الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع مدريد بشكل شبه تام منذ شهر أبريل الماضي، تاريخ دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى الأراضي الإسبانية بشكل سري. متابعة