معطيات صادمة تقف وراء قرار الحكومة الأخير بتشديد الإجراءات الاحترازية، ابتداء من اليوم الثلاثاء، لمنع استمرار وباء " كورونا" من الانتشار. وأكد سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية والتقنية الوطنية لدى وزارة الصحة، أن هذه القرارات المشددة جاءت بعدما وقفت "اللجنة العلمية" على مؤشرات مقلقة ترتبط بتطور المنحى الوبائي خلال الأيام الماضية، كاشفا أنه من أصل 100 تحاليل جديدة تسجل 25 حالة إيجابية، ما يعني بحسبه أن المغرب وصل إلى مرحلة "الانتشار السريع" للوباء. وأضاف الدكتور المتوكل أن غرف الإنعاش استقبلت أمس الثلاثاء في ظرف 24 ساعة 284 حالة خطيرة، ناهيك عن الارتفاع المسجل في عدد الوفيات بشكل مقلق، مشيرا أيضا إلى أن معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19 تجاوز نسبة 35 بالمائة، في حين أن المغرب يتوفر على ما بين 3000 إلى 3500 سرير للإنعاش (العدد الإجمالي للحالات الخطيرة والحرجة حسب أرقام وزارة الصحة لنشرة الثلاثاء 02 غشت بلغ 1115 حالة). وأبرز المصدر ذاته أن "ارتفاع الضغط على أقسام الإنعاش يكلف مجهودات طبية كبيرة، على اعتبار أن المريض بالوباء قد يستغرق ما بين 15 إلى 30 يوماً، وعندما يغادر سرير الإنعاش يجب توفير متابعة ورعاية صحية له"، وهو ما يعني، حسبه، تركيز المجهود الصحي كله لمرضى "كورونا" على حساب بقية المصابين بأمراض أخرى. وحول حيثيات منع التنقل من وإلى ثلاث مدن، هي الدارالبيضاءومراكش وأكادير، أوضح عضو اللجنة العلمية أن مراكش باتت تسجل أعلى معدل إصابات جديدة بالوباء، بالنظر إلى النشاط السياحي الذي تعرفه، وهو نفس الشيء بالنسبة لأكادير، ثم مدينة الدارالبيضاء أيضاً، مشيرا إلى أنه جرى تسجيل بؤر وبائية كبيرة في هذه المدن. أما بخصوص متحور "دلتا" شديد العدوى فأكد المتوكل، في تصريحه، أنه بات النسبة الطاغية في المغرب، ويمكن أن يصل اليوم إلى 70 بالمائة من حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في البلاد، لافتا إلى أن خصوصية هذا المتحور تكمن في سرعة انتشاره وفتكه، خاصة بمرضى السمنة والسكري، إضافة إلى استهدافه الشباب واليافعين والصغار. وتابع عضو اللجنة العلمية بأن متحور "دلتا" سيصبح طاغيا في المغرب خلال شهر غشت الجاري مثل ما يجري في العديد من الدول، مبرزا أن تشديد القيود يأتي تفاديا لانهيار المنظومة الصحية. واستبعد المصدر ذاته أن تكون مناسبة عيد الأضحى وراء هذه الموجة الوبائية التي يشهدها المغرب، مشيرا إلى أن متحور "دلتا" عابر للحدود، وهناك دول أوروبية تشهد اليوم ارتفاعا مهولا في الإصابات الجديدة، لاسيما مع عودة النشاط السياحي وفتح الحدود. ودعا عضو اللجنة العلمية المواطنين المغاربة إلى الالتزام بتدابير الوقاية والتباعد؛ "لأن الحجر الصحي الشامل يقتل الاقتصاد ويضر بفئات اجتماعية كبيرة".