تعيش غابة أفرا المتواجدة وراء الطريق الساحلي مابين تاويمة وأزغنغان، بالناظور،على إيقاع الأزبال المحترقة الباعثة لدخان رمادي يأتي على الأخضر واليابس ، حيث بات أمرا خطيرا يهدد الملك الغابوي ويهدد التوازنات البيئية لذلك المنتجع الغابوي الأخضر ، نتيجة إحراق إطارات السيارات والأشياء المتلاشية مما يخلق سحابا من الغبار الأسود يهدد البيئة ، كما أضحت جنبات الغابة مطرحا للنفايات والأزبال. للإشارة فغابة أفرا تتميز ببعض أنواع الوحيش كالثعالب وابن أوى والخنازير البرية وبعض الطيور النادرة، وأشجار الصنوبر الخضراء الممزوجة بعبق الزهور الرامزة إلى الحرية والانطلاق ، والتي تسمى محليا ب” ثايذا”. وتحوم “شكوك ” حول بعض تجار المتلاشيات الذين حولوا بعض الفضاءات الخضراء بالقرب من الغابة إلى ورشات لجمع متلاشيات الحديد والبلاستيك لإعادة فرزها وتسويقها إلى المعامل الصناعية بمدن الداخل، مخلفين ركاما من الأزبال لا تخطئه العين ، كحال مطرح النفايات الموجود وراء حي يبدو أنه بني على عجل إسمه ” حي تشومبيرا” وهي بالمناسبة كلمة اسبانية تطلق على نبات الصبار(الهندية)، وما تبقى من الأزبال والنفايات ترى بالعين المجردة وهي تحترق في وسط غابة أفرا، في تحد صارخ للمجال البيئي. غابة أفرا تابعة إداريا لإدارة المياه والغابات بأزغنغان، وهي تقوم بشكل يومي بإفادة حارسين غابويين للقيام بجولات مكوكية حول جل أطراف الغابة (موقع أريفينو عاين وجود الحارسين في الصباح الباكر جدا على متن دراجتيهما الناريتين وهما يقومان بحملة تمشيطية للغابة)، لكنهما تحدثا عن صعوبة المهمة نظرا لطول المجال الغابوي واتساعه، وكذلك لعدم تحمل المواطن للمسؤولية الكاملة في ترصد ومراقبة مخربي المجال الأخضر للغابة، حيث أنه في حالات كثيرة يفضل المواطن الشاهد عدم التبليغ، أو عدم التفضل بالاتصال هاتفيا بالإدارة المختصة أو بمديرية الفلاحة بالناظور، لإشعارها بالتهديد الذي يستهدف الغابة، لأنه إعتداء على الجميع وتخريب لجمالية المنظر الطبيعي. المجتمع المدني خاصة والمواطنون عامة، مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفي ظل الدستور الجديد، بالإسهام في التوعية والتحسيس بمسؤولية الحفاظ على المجال الغابوي ومساعدة حراس الغابات على أداء مهامهم والتبليغ عن أي ضرر يصيب البيئة. تجدر الإشارة إلى أن غابة أفرا تشكل متنفسا ومنتجعا غابويا، لمحبي الرياضة الجبلية، وللتجمعات السكنية الكبرى المجاورة لها كسلوان وثانيماث وأزغنغان والخميس القديم وحي براقة الكبرى….