"لولا الألطاف الإلهية لكان كثير منا في عداد الأموات أو جرحى في غرف الإنعاش"، هكذا تحدث أحد المسافرين على متن حافلة للنقل الطرقي بين طنجةوالحسيمة، وهو يحكي عن حادثة وفاة السائق. وبتأثر شديد، يتابع هذا المواطن، وهو يحكي عن تفاصيل هذا الحادث كما عاينه عن قرب "لم يمضي على وصولنا إلى المحطة الطرقية بالحسيمة، سوى لحظات، عندما تفاجأنا بالسائق وهو يوقف العربة وينزل منها ليجلس بمقربة منها وقد بت عليه حالة من الإعياء". وأمام تأخر السائق في العودة إلى الحافلة من أجل مواصلة طريقه، حسب ما يضيف المتحدث وهي الرواية التي أكدها ركاب آخرون كانوا على متن الحافلة، نزل بعض المواطنين ومعهم مساعدو السائق لتقصي الأمر، غير أنهم فوجئوا به قد فارق الحياة. انتشار خبر الوفاة المفاجئة لهذا السائق، أثار موجة استنفار في أوساط الركاب الذي تسابقوا للنزول من الحافلة قصد معاينة الأمر، فيما سارع آخرون للاتصال بمصالح الوقاية المدنية، التي اضطرت لإيفاد سيارة لنقل الموتى إلى مشرحة الأموات، رغم أن أولى الاتصالات جاءتها تفيد بان السائق يحتاج لإسعافات تتطلب لنقله إلى المستشفى. "لو كانت الوفاة باغتت السائق قبل وصولنا لكنا جميعا في عداد الموتى"، يقول أحد الركاب قبل أن يتابع "لكن من حسن الألطاف الإلهية حاضرة" يعتبر هؤلاء الركاب، إذن أنهم ولدوا من جديد، بعد نجاتهم من موت محقق. فلا أحد كان يخطر بباله أن تنتهي الرحلة على هذا النحو، كيف لا والسائق المتوفي لم يكن يبدو عليه منذ أقل من ساعة ما يشير إلى تدهور حالته الصحية، وهو الذي كان قد تناول وجبة عشائه، وهو في حالة صحية جيدة، كما يؤكد موظف بمحطة الحسيمة شاركه وجبته الاخيرة قبل ساعات من رحيله.