الأستاذ جواد عن مكتب التنسيقية إن المتتبع للشأن المحلي لإقليم الدريوش الفتي، لا بد وأن يقف على مجموعة من مظاهر التهميش و الإقصاء و الهشاشة، التي عانى و لا يزال يعاني منها هذا الإقليم المنسي، الذي يغلب عليه الطابع القروي، كونه يضم عشرين جماعة قروية، تعرف بدورها خصاصا مهولا في البنية التحتية و الفوقية، حيث يلاحظ مشكل الولوجية على هاته المناطق، إما بسبب غياب الطرق، و إما بفعل وجودها في حالة مزرية، تزيد من حدتها كثرة المنعرجات وصعوبة التضاريس و قساوة المناخ، كما لا ننسى الضعف الكبير الذي تعرفه من حيث المرافق الاجتماعية: من مستوصفات و مدارس و غيرها، كما أن الجماعات الحضرية للإقليم ليست أحسن حالا، فهي لا تحمل من هاته الصفة إلا الإسم، بحيث يلاحظ افتقارها لشروط التمدن و افتقادها لاستقلالية التسيير، بحيث لا زالت عدة قطاعات بها تابعة لإقليمالناظور، و حتى برامج التأهيل الحضري التي تم الشروع فيها، لا زالت تعترضها مجموعة من الصعوبات، و تشوبها مجموعة من التجاوزات و الخروقات. وإذا أخذنا قطاعا حيويا كقطاع التعليم مثلا : سنقف على واقع مرير يعيشه رجال و نساء التعليم هناك، خاصة بالوسط القروي، الذي تمت الإشارة إلى المشاكل التي يتخبط فيها سالفا، أضف إلى ذلك أن هذا الإقليم كان يعتبر منطقة تأديبية قبل فصله عن إقليمالناظور، ومعتقلا لمجموعة من الأساتذة الذين يقف أمام مغادرتهم له، فيتو “الإنتقال المشروط بالتعويض” ليبقوا معلقين بين السماء و الأرض منتظرين الفرج الذي سيأتي أو لا يأتي، كل هاته المعاناة لم تكن لتمر دون أن ينتفض رجال ونساء التعليم، الذين أسسوا مؤخرا تنسيقية إقليمية للأساتذة العاملين بالوسط القروي، أخذت على عاتقها الدفاع عن مطالب هاته الفئة العادلة و المشروعة و التي من أهمها : التعجيل بتعميم صرف التعويضات عن العمل بالوسط القروي، و ذالك بأثر مالي رجعي و توفير سكن وظيفي لائق، و إعادة النظر في معايير الحركة الإنتقالية، و رغم حداثة عهدها بالعمل النضالي فقد استطاعت هاته التنسيقية و في ظرف قياسي أن تغطي جميع الجماعات القروية بالإقليم، هاته الأخيرة عبر ممثلوها عن انخراطهم التام و تعبئتهم الشاملة من أجل إنجاح البرنامج النضالي الذي سطرته و الذي من أهم خطواته : خوض إضراب إقليمي لمدة 24 ساعة يوم الأربعاء 23 ماي، والذي كان مصحوبا بوقفة احتجاجية أمام نيابة التعليم على الساعة العاشرة صباحا، كانت ناجحة بكل المعايير حيث كانت كل الجماعات القروية ممثلة و بلغت نسبة المشاركين ما يفوق 150 مشاركا صرخوا ملأ أفواههم مطالبين بالمشروع و الممكن. و أكدت التنسيقية عزمها خوض خطوات نضالية أخرى أكثر تصعيدا، في حال عدم الاستجابة للملف المطلبي للتنسيقية، التي لن تخون الأمانة و لن تتراجع قيد أنملة عن مطالبها العادلة، وستعمل جاهدة على الضغط على المسؤولين من أجل الكف عن انتهاج سياسة المماطلة و التسويف و الآذان الصماء، و الاحتكام للغة الحوار الجاد و المسؤول.