عبد الكريم هرواش استجاب عدد من الأطر التربوية والإدارية، زوال الجمعة، لنداء المشاركة في وقفة احتجاجية قبالة مدرسة البكري بجماعة بني أنصار، التابعة ترابيا لإقليم الناظور، تضامنا مع مدير المدرسة الذي تعرض لهجوم عنيف، الخميس، من طرف شخص مجهول اقتحم حرمة المؤسسة التعليمية. وردد المحتجون عددا من الشعارات المستنكرة لواقعة الاعتداء، معلنين تضامنهم المطلق مع المدير الضحية، مطالبين بتوفير الحماية اللازمة لكافة الأطر الإدارية والتربوية داخل المؤسسات التعليمية. وحول أحداث واقعة الاعتداء، قال المدير المعتدى عليه عبد الإله نسياس: "بينما كنت أقوم بواجبي داخل الإدارة التربوية، قصدني أحد الأشخاص الذي دخل إلى المدرسة طالبا مصاحبة تلميذ، قدم نفسه أنه خاله ويريده في أمر عاجل، قبيل حلول التوقيت القانوني لخروج التلاميذ من المؤسسة. ولأنه لا يمثل والد التلميذ الذي يتابع دراسته في المستوى الثاني ابتدائي، رفضت الأمر وفق ما ينص عليه القانون، وفي المقابل طلبت منه الانتظار إلى حين خروج كافة التلاميذ مع السادسة مساء". وأضاف قائلا: "لم يستسغ المعتدي هذا التعامل القانوني مع طلبه، فاستشاط غضبا وانهال علي بوابل من السب والشتم، ما خلق نوعا من الهلع في صفوف المتعلمين الصغار داخل المؤسسة، وقابلت كل ذلك ببرودة دم بعدما تحول إلى ساحة المؤسسة وهو في حالة هيجان، قبل أن يعود إلى الإدارة حيث أغلقت الباب تجنبا لأي اصطدام بيني وبينه، غير أنه قام بتكسير باب الإدارة وأمسكني بتلابيبي قبل أن يتدخل الأساتذة الذين خرجوا إلى ساحة المدرسة لمعاينة حالة الفوضى التي أحدثها المعني بالأمر، لتخليصي من قبضته". ويطالب الضحية بإنصافه وفق ما ينص عليه القانون المعمول به في مثل هذه الحالات، وكذا إعادة الاعتبار إليه وإلى المؤسسة التربوية التي قال إنها تعرضت لانتهاك وحالة فوضى على مرأى ومسمع من المتعلمين الصغار، مستنكرا "تعرض الأطر التربوية، بصفة عامة، لمثل هذه الاعتداءات المستمرة التي تمنح صورة سيئة عن المنظومة التعليمية بالمغرب". وتفاعلا مع القضية التي شغلت الرأي العام ليومين، أصدرت نقابة الجامعة الحرة للتعليم بالناظور بلاغا للرأي العام تؤكد من خلاله "تضامنها اللامشروط مع مدير مؤسسة البكري ببني أنصار"، داعية "الأسرة التعليمية للوحدة والوعي بخطورة الانجراف وراء بلقنة العلاقة بين هيئة التدريس وهيئة الإدارة التربوية، ما يعمق هشاشة موقف الجسم التربوي التعليمي بالإقليم، ويخدم مصلحة أطراف متواطئة تقتات على التشرذم وتحارب الوحدة والتكتل". وفي السياق ذاته، استنكرت نقابة الجامعة الوطنية للتعليم بالناظور ما اعتبرته "السلوك اللاإنساني والأرعن الذي أقدم عليه هذا الشخص"، معلنة "تضامنها المطلق واللامشروط مع مدير مدرسة البكري"، داعية "كل شركاء المؤسسة التربوية والغيورين على حرمتها وعلى المدرسة العمومية إلى شجب هذا السلوك اللاتربوي والتضامن مع المدير، معلنة "عزمها خوض كافة الأشكال النضالية التضامنية مع المدير ومع كافة الأطر التربوية ضد كل مس بكرامة نساء ورجال التعليم والمدرسة العمومية". من جهتها، عبرت المديرية الإقليمية للتعليم بالناظور، في بلاغ للرأي العام، عن "إدانتها وشجبها لمثل هذه الاعتداءات على المؤسسات التعليمية"، وأعلنت "تضامنها المطلق مع المدير"، مؤكدة أنها "لن تدخر أي جهد لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية لردع وزجر مثل هذه التصرفات حماية لكرامة كافة أطر التربية والتكوين بالإقليم".