أعلنت وزارة الصحة قبل أيام عن انطلاق الحملة الوطنية للوقاية من الأنفلونزا، التي ستستمر وفق تطور الوضع الوبائي. الوزارة قالت أن الحملة تستهدف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مرتبطة بالأنفلونزا قد تؤدي إلى الوفاة. و يشكو العديد من المغاربة من لبس بين أعراض الأنفلونزا وأعراض فيروس كورونا" ، وهو ما دفع الوزارة في الجهة الشرقية مثلاً إلى تخصيص ست مراكز صحية حضرية بوجدة وتجهيزها بالوسائل والتجهيزات الضرورية للتشخيص والعلاج على صعيد مدينة وجدة، إضافة إلى وحدة متنقلة، وذلك لاستقبال الحالات المحتمل إصابتها بالوباء، والتي تظهر عليها الأعراض. و قالت المديرية الجهوية للصحة في بلاغ لها ، أن ذلك يأتي على إثر التطورات التي تعرفها الوضعية الوبائية بالجهة الشرقية عموما ومدينة وجدة خصوصا، لاسيما الارتفاع المتزايد لعدد المصابين والحالات الحرجة والوفيات. و ذكرت المديرية أن البرنامج سيساهم في الرفع من فعالية تشخيص حالات الإصابة الفعلية بكوفيد-19 وضمان التكفل بها في أسرع الأوقات، خاصة مع تزامن فترة الأنفلونزا الموسمية، وما قد تسببه من لبس لدى المواطنين، نظرا لتشابه الأعراض. منظمة الصحة العالمية كانت قد نشرت تقريرا لتوضح الفرق بين أعراض فيروس كورونا المتفشي في العالم وأعراض الأنفلونزا. وقد شدد التقرير على صعوبة التمييز بين الفيروسين، وأشارت المنظمة إلى بعض الأعراض للتمييز بين الإصابة ب"كوفيد-19′′ ونزلات البرد والأنفلونزا. الأعراض تكاد تكون متشابهة وطريقة العدوى وانتقال المرض بين الأشخاص أيضا، وإن كان وباء كوفيد-19 ينتقل بسرعة كبيرة. نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا مفصلا للتمييز بين أعراض الإصابة بفيروس كورونا التاجي وفيروس الأنفلونزا. أولا فقدان حاسة الشم أو التذوق العرض الأول والأهم، والذي من المتوقع أن يتم تصنيفه كعرض خاص بكوفيد-19، هو الفقدان المفاجئ لحاسة الشم أو حاسة التذوق، على الرغم من عدم انسداد الأنف، طبقا لتصريحات الدكتورة مروة بروين، طبيبة في قسم الطوارئ بمستشفى منطقة أرجونتوي بضواحي باريس. وأشارت الطبيبة إلى صعوبة تمييز الفرق بين الأنفلونزا وكوفيد-19، وذلك لأن الأعراض تختلف من مريض لآخر، مشددة على أن الحمى التي تتسبب بها الأنفلونزا غالبا ما تصل لدرجات حرارة أكثر ارتفاعا من تلك التي يعاني منها مريض فيروس كورونا. وذكرت بورين أن أغلب أعمار المرضى الذين تم تشخيصهم بكوفيد-19 تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق، وأكدت أنه "إذا وصل الأمر بالمريض إلى الذهاب إلى المستشفى فمعنى ذلك أن الأعراض التي يعاني منها بلغت ذروتها وأصبح في حاجة إلى عناية طبية مكثفة"، وأضافت "بعض الحالات وصلت إلى المستشفى بآلام في البطن وإسهال شديد، وهو ما يربك في التشخيص حيث عادة ما يتم تشخيص هؤلاء بأمراض معوية ولكن مع انتشار كوفيد-19 أصبحنا أكثر تدقيقا وبالفعل سجلت حالات إصابة بالفيروس بعد ظهور هذا العرض (الإسهال) فقط عليهم". الأعراض الأولية إذا شعر المريض بارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم أو سعال مفاجئ، فهو مريض بنسبة 80% بالأنفلونزا وليس بفيروس كورونا على عكس الاعتقاد السائد، حيث أن من المعلومات الواردة عن كوفيد-19 حتى الآن هي تسلله إلى جسد المريض بشكل تدريجي ابتداء من يوم الإصابة، ليصبح من غير الممكن أن تظهر أعراض ثانوية أو أولية على المريض بشكل مفاجئ، بخلاف الأنفلونزا التي حين تصيب الأبدان تطرحها الفراش مباشرة ولمدة لا تقل عن ثلاثة أيام.، وهو ما أكده طبيب في قسم الطوارئ، لراديو آر تي إل الفرنسي جيرالد كيرزك، قائلا: "الأنفلونزا لها بداية إصابة أكثر وحشية، حمى شديدة وأوجاع قوية (...) بالنسبة لفيروس كورونا، تبدو الحمى أكثر اعتدالا. وفي البداية، لا يشعر المريض بعدم القدرة على ترك فراشه مثل الأنفلونزا". أعراض مفاجئة وفي بعض الحالات الحرجة، تتجسد الأعراض المفاجئة على مرضى كوفيد-19 في ضيق التنفس الحاد، أو الفشل الكلوي الحاد أو توقف بعض الأعضاء الأساسية عن العمل. ومن هنا تأتي الزيادة اليومية في أعداد الوفيات سواء للحالات الحرجة أو للحالات التي يجمع الأطباء أنها مستقرة، هنا أيضا تكمن الخطورة، وفقا لتقرير منظمة الصحة. مدة الإصابة ابتداء من ظهور الأعراض في حال تعذر الوصول إلى طبيب مختص، يجب على صاحب الأعراض أن يراقب مدة ظهورها عليه، فخير دليل على التمييز بين الإصابة بكوفيد-19 من عدمها هو مراقبة مدة ظهور الأعراض، فإذا تجاوزت الستة أيام تزيد احتمالات الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يعرف علميا بفترة حضانة الفيروس. فمتوسط حضانة كوفيد-19 هو 6 أيام أما الأنفلونزا فمتوسط فترة حضانته ثلاثة أيام فقط، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية. وطبقا لشهادات الأطباء الواردة في التقرير نفسه، فإنه على الرغم من خطورة الأنفلونزا إلا أن الفيروس يمكن أن يختفي بعد يومين تقريبا من ظهور الأعراض، وهو ما يختلف تماما عن كوفيد-19، الذي تزداد حالة المصابين به سوءا بعد مرور يومين من الإصابة. صعوبة التنفس وبناء على نفس المصدر، فإن عرض صعوبة التنفس يعتبر، على الأرجح، عاملا مميزا للإصابة بكوفيد-19. فإذا كان المريض لا يعاني أصلا من أمراض صدرية أو مشاكل في الجهاز التنفسي واشتكى من صعوبة في التنفس مفاجئ، فمن المرجح أن يكون ذلك إنذارا بالإصابة بفيروس كورونا وليس الأنفلونزا. ارتفاع درجة الحرارة وهو العرض المشترك بين الأنفلونزا وكوفيد-19 والذي اتفق الأطباء على ظهوره في 90% من حالات الإصابة بفيروس كورونا، فباقي أعراض الأنفلونزا مثل السعال وانسداد الأنف والعطس المتكرر والآلام في عضلات الجسد ليست ثابتة لدى مرضى كوفيد-19، أما الحمى فهي العرض الوحيد المشترك والشائع بين الفيروسين.