حل بمدينة تطوان الأربعاء الماضي خمسة ضباط من إدارة مراقبة التراب الوطني “ديستي” والفرقة الوطنية للشرطة القضائية للبحث عن ثلاثة متهمين يشتبه في ارتباطهم بشبكة لتهريب الأسلحة تعتبر امتدادا لخلية إرهابية يقيم أفرادها بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. ووفق معلومات حصلت عليها “الصباح”، فإن ضباط “ديستي” حققوا في محيط أشخاص يقيمون في مدينتي الفنيدقوسبتة وبمنطقة وآد المالح ضواحي تطوان، تفيد التقارير الأمنية أنهم يتاجرون في الرصاص المهرب من إسبانيا ولهم ارتباط بمهربي المخدرات. وحسب مصادر متطابقة، فإن انتقال ضباط إدارة مراقبة التراب الوطني إلى تطوان، وعدم الاعتماد على العناصر المحلية التابعة للجهاز الاستخباراتي، كان هدفه مفاجأة المشتبه فيهم وضبط أدلة يمكن أن تفيد في تفكيك شبكة تهريب أوربية مغربية تتاجر في الأسلحة والمخدرات، ويقيم أهم عناصرها في مليلية وسبتة المحتلتين. وعلمت “الصباح” أن فريقا أخر من ضباط “ديستي” والفرقة الوطنية للشرطة القضائية توجه في اليوم نفسه إلى الناظور وبالضبط إلى قرية “فرخانة”، لكشف ارتباطات المتهم المغربي علي أعراس، الذي اعتقل يوم الثلاثاء الماضي بمليلية رفقة المسمى “محمد الباي”، المتهم بالانتماء إلى شبكة لتهريب الأسلحة إلى المغرب. ومن جهته أكد مصدر مسؤول أن المصالح الأمنية المغربية لم تتوصل من الحرس المدني الإسباني سوى بإخبار أمني يتضحن معلومات تخص ظروف وملابسات اعتقال محمد الباي وعلي أكراس، وأسماء أربعة مغاربة يشتبة في إقامتهم بالناظور أو تطوان، ويرجح أنهم أعضاء في الشبكة الدولية لتهريب الأسلحة، موضحا أن وجود قاضي التحقيق المغربي عبد القادر شنتوف في إسبانيا في إطار إنابة قضائية بالمحكمة الوطنية بمدريد كان له دور في اعتقال الباي وأعراس. وتفيد مصادر أمنية أن علي أعراس كان يزور بشكل مستمر مدينة تطوان، لكن منذ صدور مذكرة الاعتقال الدولية في حقه لورود اسمه في ملف عبد القادر بليرج لم يغادر إسبانيأ واكتفى بالتنقل بين مليلية والمرية. ويعتبر علي أعراس الحامل للجنسية الإسبانية الرجل الثاني في “حركة المجاهدين المغاربة”، ومن شأن التحقيقات الجارية معه أن تكشف مكان اختباء المسمى “علي البوصغيري”، الأمير المفترض للتنظيم والمشتبه في أنه نجح في التسلل إلى سبتة. ويجري حاليا ترتيب زيارة وفد أمني مغربي إلى مدريد للاطلاع على الوثائق التي حجزت في إقامتي علي أعراس ومحمد الباي. وفي انتظار وصول الضباط المغاربة إلى العاصمة الاسبانية التقى عبد المجيد الشادلي، مدير مديرية الشرطة القضائية المغربية ومكتب الأنتربول بالرباط أول أمس (الأربعاء) بمدينة ليون الفرنسية بمسؤولين يشغلون مناصب مهمة في الأجهزة الأمنية بكل من إسبانيا وفرنسأ وبلجيكا، وجرى خلال هذه اللقاءات التي عقدت على هامش اجتماع رؤساء مكاتب الأنتربول عبر العالم، مناقشة ملف أدخلية بليرج ومذكرات الاعتقال الدولية الصادرة في حق متهمين في إطار القضية نفسها، وأهمية تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في الدول المشار إليها لمواجهة الخلايا الإرهابية وشبكات تهريب الأسلحة. ومن جانبه أفاد مصدر مطلع بطنجة أن المصالح الاستخباراتية تبحث منذ أسبوع عن ثلاثة متهمين، أحدهما مغربي يحمل الجنسية السويدية ويسمى “محمد. م”، والثاني اختفى عن الأنظار في سبتة بعد اعتقال عبد القادر بليرج ويدعى “جمال. ح” والثالث لم تكشف هويته. وشددت المصالح الأمنية المغربية أمس (الخميس) المراقبة في مركز باب سبتة وميناء طنجة لإحباط أي محاولة لتهريب الأسلحة أو المتفجرات أو فرار مبحوث عنهم إلى إسبانيا بجوازات سفر مزورة. ويأتي تعزيز الوجود الأمني بالمركز في اليوم الموالي لمطالبة أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في شريط صوتي، آلمغاربة بتحرير مدينتي سبتة ومليلية. ومن جهة أخرى، كشفت مصادر متطابقة أن عدد المعتقلين في إطار قضية مهرب المخدرات (م. س) الملقب “بيلوكا” وصل إلى 6 ، فيما اعتقل ثلاثة مهربين بمنطقة واد المالح، التي يقطن فيها أثرياء الشمال، كما يجري بحث صلة المتهم الرئيسي بعناصر في الدرك والأمن. ويشار إلى أن المتهمين داختطفوا ” من طرف عناصر “الديستي”، ويجري التحقيق معهم حاليا بالرباط حول ملف مرتبط بتهريب المخدرات وتبييض الأموال وفرضية الصلة بإسلاميين.