انتفض ”نائب الشعب”- وهو يحمل على رأسه عقال العرب- وسط نوبة من التصفيق المزمن قائلا: أيها القائد العظيم إنك بلادنا أصغر من عظمتك، فأنت الأجدر بحكم العالم!! ابتسم الطاغوت الصغير المصنوع من الطباشير، وأخذته العزة بالإثم ثم قرر أن يقتل شعبه!! ورغم تراكمات البطش في وجه الشعب العريق، صفت روحه واغتسل قلبه ولم يستسلم للحقد، وفتح الأبواب الكثيرة لينسل الطاغوت الصغير والدجالين الرائعين الذين يرقصون حوله. لكنهم أغلقوا تلك الأبواب بإحكام فأخلدوا خلفها إلى الاحتفال متصورين أنهم قد وجدوا حلا شافيا لحناجر الشعب المنادية بالتحرر،بعد أن دكوا الأرض بقنابلهم المستوردة بما عليها من عمران وبيوت والناس بداخلها. وهكذا وعلى خطى ملك الملوك – الذي أقام حكما ورقيا وتفوق في تشخيص المسرحية الكوميدية السوداء- استنسخ الطاغوت الصغير بأمانة يحسد عليها النموذج البائس الذي انتهى بصاحبه مغتصبا بقضيب حديدي على ضفاف قناة للصرف الصحي في لحظة ثورية نادرة!! فحين تعرض الدنيا المشهد العام المليء بالدم، وتتركز الصورة على وجه طفلة صغيرة فارقت الحياة للتو،يطل علينا من دنيا الطاغوت الصغير بشر منمقون في الملبس والملامح ليعطوا انطباعا مقصودا بأنهم متحضرون وودودون وطيبون –لكن تحت عيونهم تكمن القسوة البارد- ليخبرونا بحكاية قديمة يقال لها ”العصابات المسلحة” في بلاد سيجت حكمها بستة عشر جهازا أمنيا يحبس ويحسب الأنفاس لدرجة أن الفلاح الذي يعيش في الريف يحتاج إلى ستة عشر ترخيصا ليقتني سمادا لشجرة المشمش!! يحدث كل هذا في الوقت الذي ظل سكان”الﯖيتو” الذي احتل الأرض يعبثون على الحدود الوهمية لا بل حول قصر الطاغوت الصغير،الذي حك رأسه كالأبله وتقيأ كلاما تلفزيونيا اسمه”الممانعة” فلتحيا ”الممانعة” و”المصارعة”و ‘‘المقارعة'‘………….. !! إن الكلمات المعسولة التي أغدقها”الفيتو” على الطاغية الصغير ليست إلا محاولات من السياسي القذر لإحياء ”أمجاد” البيت الأحمر لملاعبة البيت الأبيض في سوق كبير للسمسرة!!فليطمئن الطاغوت الصغير وليبدأ في عد الأيام، فلا ”الفيتو” سيحميه ولا ”النيتو” سيؤذيه ولا ”الﯖيتو” سيؤويه،إنما الشهيد سيعلو ويحيى ويزهر الحياة الحرة..وكل عام وأنت زهور.