منذ سنين خلت لم تشهد وكسان جوا احتفاليا امتزجت فيه التربية بالتاريخ والرياضة ، كل شيء كان رائعا ، بدء بالعروض المسرحية لتلاميذ مدرسة عمر بن عبد العزيز، ومرورا العرضين القيمين لأبناء عمال سيف الريف الأستاذ أزواغ سعيد في عرض البيئة والإنسان والأستاذ الحسن نابيل في عرضه مناجم الحديد تراث وحضارة وثروة كان ذلك احتفالا بالذكرى الأربعينية ليوم الأرض والبيئة تحت شعار ” مناجم الحديد، تراث ، حضارة، ثروة التأمت مجهودات أبنا عمال المناجم من مركز وكسان للبحث والتنمية وإعادة تهيئة مناجم الحديد وفعاليات المجتمع المدني وبشراكة مع جماعة وكسان برآسة ابن أحد عمال سيف الريف الأستاذ أحمد الموساوي وزير الشبيبة والرياضة سابقا .الحفل شمل معرضا للصور شاهدة على الفترات التي مر بها المنجم منذ الاحتلال الاسباني مرورا بالتأميم إلى أن امتدت إليه الأيادي الآثمة . وقد إفتتحت الفترة المسائية بكلمة ترحيبية، قبل أن يتناول رئيس جماعة وكسان السيد أحمد الموساوي كلمة بالمناسبة وضع فيها خريطة للطريق قصد تحقيق أهداف تنموية بالجماعة. مداخلة الأستاذ سعيد أزواغ رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض معززة بشريط مصور أكدت على ضرورة تقويم سلوك المجتمع قصد حماية صحة الإنسان والمحيط من المخاطر التي تخرب البيئة، والقيام بحملات تحسيسية لترسيخ ثقافة التربية للحفاظ على البيئة داخل المؤسسات التعليمية كحلول ناجعة إزاء الوضع البيئي القائم. أثث الأستاذ عرضه بصور حية موثقة تثبت الإختلالات البيئية بإقليم الناظور، واكد أن الجميع مطالب بالالتزام قصد حماية البيئة و القضاء على الظاهرة السلبية التي تمس البيئة والإنسان على السواء مستدلا بالواقع الخطير الذي تشهده بحيرة مارتشيكا، هذه الأخيرة التي أضحت ملاذا للنفايات التي تهدد البحيرة وموقعها الاستراتيجي بالمنطقة. مداخلة الأستاذ الحسن نابيل رئيس مركز وكسان للبحث والتنمية وإعادة تهيئة مناجم الحديد، شهدت عرض شريط مصور تحت عنوان ” مناجم الحديد .. تراث..حضارة ..ثروة أكد فيها ” الدور البارز الذي لعبته مناجم الحديد في تحريك العجلة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة التي كانت في بادئ الأمر تعاني من وضع اجتماعي مزري قبل أن يطال المنجم التخريب وينعكس الوضع على الحركية التي كانت تشهدها جماعة وكسان لتعيش هذه الأخيرة حالة من الركود والإهمال في ظل المؤهلات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها، متوجها في ذات الآن بندائه إلى جميع الجهات المسئولة من أجل التدخل قصد إعادة الاعتبار للمنطقة عبر استثمار مؤهلاتها، وتنمية الجماعة في شتى المجالات، في حين تتبع الحضور الذي توافد على القاعة مقاطع هامة من الشريط الذي يؤرخ لحقب هامة شهدتها المنطقة ومنجم سيف الريف الذي ظل لعقود خلت قطبا اقتصاديا بالمنطقة على وجه الخصوص . وقد اختتم اللقاء بمداخلات تعكس حقدا دفينا لمن ساهم في تخريب هذا الصرح الصناعي في المنطقة والذين هربوا ثروات وكسان خارج الإقليم أو خارج البلد مؤكدة على العمل وتوحيد طاقات أبناء عمال المنجم لإعادة الاعتبار لهذه المنطقة . سباق المناجم كانت لحظاته رائعة عندما أقدمت سيقان المتسابقين و المتسابقات باختراق المناجم عبر مسار تؤثثه لوحات طبيعية فنية ومعدن الحديد المترامي على أطراف المضمار، كلها لحظات ستبقى خالدة في ذهن المتسابقين الذين قدموا لوحة رياضية رائعة صحبة هوات العدو والطبيعة ، يقول أحد المتسابقين المحترفين مضمار رائع وطبيعة أروع.