مرت أكثر من ثلاثة سنوات على كارثة فيضان وادي كرت و الذي دمر عشرات المنازل وأفضى إلى تشريد أسرِ عديدة بعدما جرفت المياه منازلهم وممتلكاتهم وأصبحوا في لحظة وجيزة في العراء دون مأوى ، فتدخلت جمعيات ومحسنين و الدولة بعد ذلك بمجهود أقل لتمر تلك الفاجعة بمرارتها وفداحة خسائرها البشرية والنفسية والمادية وما لحقتها من معانات طويلة الأمد لازالت قائمة حتى اليوم. فاجتمعت السلطة المحلية والإقليمية لدراسة مخلفات الكارثة وسبل تعويض المتضررين منها وإنشاء لجنة المتابعة لإحصاء المتضررين على اختلاف الضرر الذي لحق بهم عبر بطاقات تقنية تقيم الضرر لكل منزل مرفوقة بالصور والأسماء على أن يتم تعويض هؤلاء الناس في القريب العاجل. اليوم فات على تلك القصة المؤلمة أعوام ثلاثة وأكثر بشهور ولازال الناس ينتظرون فمنهم من مات ومنهم من هاجر ومنهم من لازال ينتظر وما وجدوا للتعويضات سبيلا . … ونحن نطرح السؤال الذي طرحنه آلاف المرات ما الذي ينتظرهُ المجلس البلدي كي يعوض المتضررين ؟ والى متى ينتهي هذا الانتظار الطويل ..؟ لقد استبشر المتضررون خيرا بخبر الزيارة الملكية الصيف الماضي وقد ظهر هذا الملف فجأة بانتشار خبر الزيارة الملكية وشاعت الأخبار بتخصيص قطع أرضية ستوزع على المعنيين ولكن سرعان ما اختفى الخبر بمجرد تأَكد أن الملك لن يزور المدينة ليعود سيناريو الغموض يلف هذا الملف من جديد والغريب في الأمر أن لا أحد يملك معلومات حول هذا الملف ولم يتكرم أي من مسؤولين بلقاء تواصلي مع المتضررين يخبرهم بأخر المستجدات. وكلما تجرأ أحد بالسؤال عن هذا الملف يجد جواباً واحداً منسوخاً عند كل المسؤولين ” أن مسطرة نزع الملكية جارية ” ولا أحد يعرف كم ستستغرقه من الوقت هذه المسطرة كي يحصل هؤلاء على حقهم . ومن هنا نقول إن هذا التماطل اللامبرر الذي ينهجه المسؤولين عن هذا الملف في حق هذه الشريحة من المجتمع أبان عن عجزهم الفادح في تدبير شؤون هذا الملف بسلوك لا يمكن تصنيفه إلا ضمن التجاهل بالمسؤولية ويدل على عدم وعي المجلس لما قد تؤول إليه الأمور بعد نفاد صبر هؤلاء البسطاء وتزايد الاحتقان واستمرار تجاهل معاناتهم ، ولعلى الرسائل الثلاثة التي أرسلها هؤلاء ( سكان حي بين الويدان ) إلى المجلس البلدي لم يحسن قراءتها جيداً ولم يفهم مغزاها أبداً ، انطلاقاًً من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلى تشكيل لجنة للدفاع عن حق المتضررين مروراً بالمظاهرة التي نظموها قبل ذلك الى تأسيس مؤخراً جمعية للدفاع عن منكوبي الفيضان، كل هذه البوادر تشكل ملامح لما هو قادم والمجلس البلدي في غياب تام لما يجري من حوله إلى أن يجرفه غضب المتضررين كما جرفت المياه أحبائهم وممتلكاتهم .