الكليمونتين أو "الوهرانية" فاكهة من أصناف الحمضيات وتحديدا البرتقال، مشتق من "المندرين" إلا أنه خال من النوى عكس "المندرين"، وهو فاكهة خضراء في الأصل عند النضج ولا تأخذ اللون البرتقالي إلا تحت تأثير برودة الشتاء. وقد سمي "الوهرانية" نسبة إلى مدينة وهران بالجزائر حيث نشأت هذه الفاكهة. سميت بالكليمونتين نسبة للفرنسي كليمون الذي كان مسؤولا عن الزراعة بمنطقة "مسرغين" بالقرب من وهران، حيث حصل سنة 1892 رفقة الطبيب وعالم النباتات "لوي شارك ترابو" على الكليمونتين بتهجينه عن قصد شجرة "مندرين" بفاكهة البرتقال الحلو. وتنتشر زراعة أشجار الكليمونتين أساسا بإسبانيا والجزائر والمغرب وتونس وفرنسا والصين. ويعد المغرب ثالث منتج للكليمونتين في العالم بعد الصين وإسبانيا. سهل صبرة باقليم الناظور التابع لجماعة أولاد ستوت قرب زايو تنتشر به حقول واسعة لزراعة الكليمونتين، حيث يتم إنتاجه وتسويقه مع ما ينتجه حوض ملوية الذي ينتج في مجمله 17% من الحوامض المغربية، كثالث منطقة بالمغرب بعد سوس ماسة (38%) والغرب/اللوكوس (20%). لكن ما يميز كليمونتين زايو جودته التي أصبحت سنة بعد أخرى تكتسي شهرة واسعة، حيث يختلف طعمه عن باقي طعم الكليمونتين الموجود ببلادنا بل يتميز بطعمه عن باقي الكليمونتين المنتشر بالعالم كله. مؤخرا وخلال مشاركته بالنسخة الثانية لمنتدى مغاربة العالم بزايو، أكد الخبير الزراعي وباحث الدكتوراه في العلوم الزراعية، أحمد المرابط، أن كليمونتين زايو يعد الأجود بالعالم أجمع لخصائص طعمه الفريدة المائلة إلى المذاق الحلو، ذو طعم لاذع، ونكهة منعشة وحلوة. ما قاله الخبير الزراعي أحمد المرابط ليس غريبا إذا علمنا أن سعر كليمونتين زايو يعد الأغلى بأسواق الجملة المغربية، حيث أن بيع كليمونتين باقي الجهات يتوقف بهذه الأسواق إلى غاية الانتهاء من بيع ما ينتجه سهل صبرة. كما يكفي ذكر الانتماء لزايو ليكون السعر مرتفعا. وبالولايات المتحدةالأمريكية وبعد أن تم رفع الحصار على منتجات الحوامض المغربية خلال دجنبر 2017، قامت وزارة الزراعة هناك بتحليل مخبري للكليمونتين القادم من زايو ليتم اكتشاف خصائص فريدة لهذه الفاكهة التي ينتجها سهل صبرة بوأتها المرتبة الأولى بأمريكا كأجود كليمونتين، ما يعني أن الطلب سيزداد عليه خلال القادم من الأيام. ورغم ما يتمتع به كليمونتين زايو من جودة عالية إلا أن تسويقه يبقى دون جودته، كما أنه في كثير من الأحيان يذوب وسط كليمونتين الجارة بركان، ليتم تسويقه على أساس أنه منتج بسهل تريفة أو بوغريبة، وقد ساهم في ذلك غياب وحدات التلفيف بزايو وأولاد ستوت. وعلى المستوى المحلي لم تنل فاكهة الكليمونتين المكانة التي تستحقها، فرغم جودتها العالمية إلا أنه لم يتم التفكير في خلق مهرجان لها يكون صورة لتسويقها على المستوى الوطني والعالمي، حتى تساهم في التنمية المحلية بالمنطقة. ويبقى أغرب ما في الموضوع أن الكليمونتين الذي ينتجه سهل صبرة يباع بأسواق مجاورة كبركانوالناظور ووجدة بأسعار أقل بكثير مما يباع عليه بمدينته الأم زايو.