أكد العديد من السياح المغاربة الوافدين على منتجع السعيدية أن أسعار المبيت في الفنادق ارتفعت الى أرقام قياسية خلال فصل الصيف الجاري، مما أثر سلبا على السياحة الداخلية، وجعلها تتراجع بشكل كبير، بعد أن التجأت عدد من الأسر إلى كراء الشقق المفروشة بأثمنة تجاوزت 500 درهم ليوم واحد بهوامش المدينة، ما بات يفرض وضع قطاع السياحة، خصوصا الفنادق والمطاعم تحت المجهر، من أجل مقارنة الأسعار المطبقة بالجوهرة الزرقاء، وبين نظيرتها في دول أخرى، وخاصة في أوروبا. عدد من زوار مدينة السعيدية أجمعوا على غلاء الأسعار التي تنهجها الفنادق بالمدينة، خاصة خلال العطلة الصيفية، وهو ما يدفع الذين تسعفهم الإمكانيات المالية إلى تفضيل قضاء عطلتهم في الخارج خصوصا بإسبانيا والبرتغال. بعض المواطنين من أبناء المنطقة، زاروا إسبانيا خلال شهر يوليوز الماضي، وحين عادوا إلى السعيدية اكتشفوا أن أسعار بعض الخدمات المقدمة للمواطنين المغاربة وللسياح الوافدين على المدينة أغلى من نظيرتها في أوروبا. مطاعم السعيدية بدورها تعرف ارتفاعات صاروخية خلال فصل الصيف، ما أدى بالأسر إلى جلب وجبات الأكل معها، لأن الأسعار ملتهبة بالمطاعم التابعة للفنادق أو المستقلة، ولعل فاتورة واحدة لوجبة إفطار أربعة أشخاص قد تناهز 400 درهما، كما أن فنجان قهوة سوداء يكلف 25 درهم أو أكثر في بعض المقاهي، في حين أن المشروب لا يكلف سوى 1 يورو (حوالي 10 درهما) في منطقة سياحية رائدة بإسبانيا. وتعرف الأسعار التي تطبقها الفنادق بالسعيدية خلال العطلة الصيفية ارتفاعا كبيرا، خاصة بمنطقة "مارينا" التي تستقطب أعدادا كبيرة من السياح؛ إذ يحاول أرباب هذه المنشئات اغتنام فترة العطلة لجني أرباح مالية كبيرة على حساب جيوب المواطنين. ويعزو ذلك عدد من الذين اكتووا بلهيب الأسعار إلى غياب المراقبة من طرف الجهات المعنية، في حين تبقى مراقبة الأسعار غير ممكنة، طالما أن هؤلاء الفاعلين يشتغلون وفق قانون حرية المنافسة والأسعار. ولقضاء ليلة واحدة بفندق من فئة خمسة نجوم بمارينا السعيدية وجب عليك دفع أزيد من 3200 درهما، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى للأجور بالمغرب، ما يعني أن موظفا مصنفا بالسلم 11 لن يقوى على حجز غرفة مع أسرته بهذه الفنادق، في حين يعتبر ذلك متاحا بإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وتركيا. وتبقى وزارة السياحة ووزارة الاقتصاد والمالية، مسؤولتان عن استمرار الوضع، بسبب أن الأمر يخنق تشجيع السياحة الداخلية، كما أن عدد من الأوروبيين وأبناء الجالية اللذين يفضلون وجهة السعيدية، باتوا يتوجهون للشقق المفروشة، لأن الأسعار ملتهبة.