مع نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر،أغرقت أمواج بشرية، من المغرب وخارجه، المدن الشاطئية والسياحية للمملكة، ما أعجز الفنادق والمركبات السياحية عن تلبية جميع طلبات الحجوزات التي تقاطرت عليها. واضطر عدد من الأسر إلى اللجوء إلى الشقق المفروشة، ما أنعش عمليات الإيجار التي وصلت إلى أسعار خيالية . في المدن السياحية، خاصة مراكشوأكادير وطنجة وغيرها، اضطر الناس إلى المبيت داخل السيارات لبضع ليال في انتظار الحل الذي قد يأتي أو لا يأتي، أو العودة من حيث أتوا.وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن بعض المدن، وفي مقدمها مراكشوأكادير وطنجة وتطوان وواد لو والسعيدية، وصلت فيها نسب الملء إلى 100 في المائة.وأجرت «إيلاف» اتصالات بعدد من الفنادق بغرض حجز غرفة، غير أنها تفاجأت برد، يجعلك تعتقد أنه متفق عليه سلفا، ألا وهو «جميع الغرف محجوزة والفترة المتوفرة هي بداية سبتمبر المقبل». ويقول سعيد الطاهري، مدير عام الفيدرالية الوطنية للسياحة في المغرب، في تصريح ل «إيلاف»: «نسبة الملء في شهر غشت الجاري مائة في المائة ,لأن العطلة الصيفية قصيرة، وذلك بسبب تزامن شهر رمضان مع بداية فصل الصيف»، وزاد مفسرا «عدد من المغاربة أخروا عطلتهم حتى شهر غشت، وهو ما جعل الضغط حاليا كبير جدا على الفنادق، خصوصا في المدن الشاطئية والسياحية». حلول لخدمات أفضل أعاد الضغط الكبير الذي تشكو منه الفنادق حاليا النقاش بين المهنيين في القطاع السياحي حول إيجاد حلول لتلبية حاجيات السياح المغاربة والأجانب بشكل أفضل. وكان هذا النقاش في وقت سابق أسفر عن التقدم بمقترحين، الأول، حسب سعيد الطاهري، يتمثل في «الاتفاق مع وزارة التربية الوطنية على برمجة العطل في فترات زمنية مختلفة من جهة إلى أخرى، ما سيؤدي إلى تقليل الضغط على الفنادق، وبالتالي تلبية حاجيات المغاربة بطريقة أفضل، وليس كما عليه الحال الآن»، مشيرا إلى أن «تطبيق هذا المقترح سيساهم في تنمية السياحة الداخلية». أما المقترح الثاني، يشرح المسؤول نفسه، فيتجلى في رفع الطاقة الإيوائية خصوصا في عدد من المناطق، وزاد مفسرا «مدينة السعيدية مثلا تتوفر على فندقين فقط وهذا قليل جدا. كما أن مدينة أكادير تتوفر على 25 ألف سرير وهي غير كافية».وأضاف «نتمنى، مع قرب افتتاح محطة تاغزوت، أن تساهم في تخفيف الضغط الكبير على أكادير»، التي تعرف توافد الآلاف من السياح، في هذه الفترة من السنة. انتعاش إيجار الشقق ومع الارتفاع الكبير في أسعار الغرف والأجنحة في الفنادق، والتي تبدأ من 1000 درهم (118 دولارا) إلى 40 ألف درهم فما فوق لليلة الواحدة (4.756 دولارات فما فوق)، اختار عدد من الأسر، من بينهم أفراد من الجالية المغربية المقيمة في الخارج، إيجار الشقق، التي قفزت بدورها إلى أثمان خيالية.والغريب أن بعض الأسر تغادر منازلها وتقطن عند أقاربها في المدينة نفسها، وذلك من أجل إيجار شقتها قبل اقتسام المبلغ في ما بينها.أما فئة أخرى فاختارت مغادرة المدينة إلى القرى المجاورة لقضاء الشهر عند الأقارب، حتى تتمكن من إيجار شقتها التي تدر عليها مبلغا ماليا محترما، علما أن ثمن إيجار الشقة الواحدة يبدأ من 800 درهم لليلة الواحدة إلى ما فوق (95 دولارا). يشار إلى أن المغرب استقطب أكثر من 3.57 ملايين سائح، في الأشهر الخمسة الأولى من 2014، ما عكس زيادة بلغت نسبتها 9 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013.