السعادة هي الكنز المفقود الذي يبحث عنه الجميع، فهى إحساس جميل يجمع بين البهجة والاستمتاع في آن واحد، وإذا أعطى الإنسان السعادة فإنه يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره. وكعادتهم، يختلف الناس في طرق البحث عن السعادة، فمنهم من يجدها في المال، بينما يجدها آخرون في الزواج، ويرى فريق ثالث أن سعادتهم الحقيقية هى رسم البسمة على وجوه حرمت من الشعور بالسعادة. وحتي هذه اللحظة يعتقد كثيرون أن سعادتهم هى خطوط يرسمونها بأيديهم، فكل إنسان يعرف بالطبع من إين تأتي سعادته، ولا يستوعب أن الوراثة تتدخل في الشعور بالسعادة، كما تدخلت في تحديد الجنس والشكل. وفي دعوة علمية صريحة للبحث عن السعادة، كي نخلص الأجيال القادمة من ويلات الحزن والكأبة، كشف باحثون اسكتلنديون واستراليون أن الجينات الوراثية تتحكم بمزاج المرء فتجعله إما سعيداً أو بائساً، لأن الشخصية والسعادة في نظرهم أمران متصلان ببعضهما بفعل الوراثة. وأوضح الباحثون في جامعة أدنبره باسكتلندا ومعهد الابحاث الطبي في استراليا أن السعادة لها علاقة بالجينات الوراثية، وأن هذا العامل يلعب دوراً هاماً في تكوين شخصياتهم، مشيرين إلي أن هؤلاء لايميلون بطبعهم إلي الكآبة بل الانفتاح علي الآخرين والاختلاط بهم. وبحسب الدراسة -التي نشرت في مجلتي “العلوم النفسية”، و”جمعية علم التحليل النفسي”- جمع العلماء معلومات عن أكثر من 900 توأم تتعلق بأمزجتهم وركزوا علي الميزات الشخصية التي تجعلهم سعداء أكثر من غيرهم. وإشار الدكتور الكسندر ويس من جامعة أدنبره إلى أن نتائج الدراسة أظهرت أن الاختلافات بين الناس تصل إلي 50% عندما يتعلق الامر بالسعادة أو الشقاء، وأنه يجب عدم الاستهانة بأمور أخري قد تؤثر علي أمزجة البعض مثل العلاقات الاجتماعية وأمور الصحة والعمل. للسعادة فوائد كثيرة وعن فوائد السعادة، أكدت دراسة حديثة أن السعادة قد تقي السيدات كبار السن الوقوع فريسة لالتهابات المفاصل، إذ توصلت المتابعات إلى أن الاكتئاب بين السيدات يعمل على سرعة تآكل العظام، وتراجع كثافتها بالمقارنة بالسيدات اللاتي لا يعانين من نوبات الاكتئاب. قد جاءت هذه النتائج بعد الابحاث التي أجريت على 4177 سيدة في 69 عاما من اعمارهن، قسمن الى مجموعتين، تعاني افراد الاولى من الاكتئاب حيث تم قياس مستوى كثافة العظام ومتابعتهن لنحو اربعة اعوام. ولوحظ تسارع معدلات تآكل العظام بين السيدات اللاتي يعانين الاكتئاب بنسبة 96 في المائة بالمقارنة بنحو 69 في المائة بين السيدات اللاتي لا يعانين الاكتئاب. من جهة أخرى، أكدت دراسة أمريكية بريطانية مشتركة أن هناك علاقة مباشرة بين السعادة وضبط ضغط الدم . وبحسب الدراسة التي أعدها الباحثان أندرو أوزولد من جامعة وورويك ببريطانيا ودافيد بلانشفلاور من كلية دارماوث من نيو هامشاير بأمريكا، فإن السويد والدنمرك والمملكة المتحدة تأتي في قائمة الدول التي توجد فيها علاقة مباشرة بين ضبط ضغط الدم والسعادة، فيما تأتي دول مثل المانيا والبرتغال وفنلندا في أسفل القائمة. وأضاف الباحثان أن الأطباء يدركون منذ زمن بعيد أهمية ضبط الضغط بالنسبة لصحة المرضى ولكن هذه تعد المرة الأولى التي يجري فيها الربط بين الأمرين. إبحث عن السعادة في الطعام أكدت دراسة حديثة أهمية تناول أغذية معينة لتنشيط عواطف العلاقات الزوجية بتأثير رائحتها او مذاقها او حتى شكلها بما يكون دافعا قويا للحب والعاطفة ويجعل الجسم في افضل حالة مزاجية للسعادة الزوجية . وأوضح الدكتور مصطفى عبدالرازق نوفل أستاذ علوم التغذية بجامعة الازهر انه تم وضع قائمة جمعت بعض المواد الغذائية والمشروبات والروائح العطرية ومكسبات الطعم الطبيعية التي يعتقد انها تعطي للجسم تأثيرات مختلفة تحقق له مشاعر الحب والسعادة ومتعة الحياة ونشرت هذه القائمة حديثا تحت اسم قائمة “افروديت” لاغذية وعطور الحب، وذكرت انها كانت معروفة عند الاغريق ومستخدمة من اجل تحقيق السعادة الزوجية. وتضم هذه القائمة الخضراوات مثل الخرشوف والفجل واللفت والجزر وعيش الغراب وشوربة البصل والطماطم التي تعرف باسم تفاحة الحب، وذلك لاحتوائها على البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم وفيتامين “ه” الذي قد يساعد في الانتاج الهرموني للجسم ورفع مستويات طاقته . وتضم أيضا المكسرات مثل الصنوبر وعين الجمل واللوز والبندق على اساس انها غنية بالمكون الاميني “ارجينية” الذي يدعم من انسياب الدم خلال الاجزاء المختلفة للجسم لانتاج اوكسيد النيتريك الذي يعمل على انبساط الاوعية الدموية فيزداد تدفق الدم بها ويخفض من الضغط والتوتر . وأغذية بحرية مثل المحار وسمك الثعبان والكامبار والجمبري وجراد البحر “لويستر” لكثرة محتواها من الزنك الذي يساعد على تحسين الحالة المزاجية والصحة العامة للجسم . وتضم الفواكه مثل الفراولة والعنب والتين على صورتها الطبيعية كفواكه او عصائر او مشروبات او آيس كريم بالاضافة إلى التفاح والموز، لاحتوائه على مركبات تؤثر في المخ وترفع من الحالة المزاجية للجسم وتزيد من الثقة بالنفس . وتحتوى على عسل النحل، لانه غنى بفيتامين “ب” المركب وعدة معادن تساعد على تنشيط المشاعر العاطفية في الرجل والمرأة، وكمكا أن الشيكولاته تعمل بعض مكوناتها على افراز كيميائيات في المخ تنشط من مشاعر الحب . مشروبات مثل شاي الجينسنج ومكسبات الطعم والرائحة الطبيعية مثل الفانيليا والياسمين الطبيعي وهي التي ارتبطت منذ زمن بعيد بتأثيراتها المحسنة للحالة المزاجية وبخاصة عند الرجال وكذلك زهور اللافندر فهو محفز قوي لعاطفة المرأة .