بعد الاذن المولوي من أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي افتتح على إثره المسجد الكبير بحي الناظور الجديد -المطار سابقا- يوم الجمعة الماضية 11 رمضان 1440ه / 17 ماي 2019م، وبعد أن تفضل أعزه الله، وتكرم بإطلاق اسمه عليه وأصبح اسمه : «مسجد محمد السادس» حيث يعد ثاني مسجد بعد مسجد بتامسنا من بين 20 مسجدا يحظى بهذا الاسم الشريف، افتتحت خطبة الجمعة لأول مرة يوم 18 رمضان الجاري. وقد تناول خطيب الجمعة في الخطبة الأول موضوع بناء المساجد وحاجة الناس إليها، وإنها من المرافق الحيوية التي توليها المملكة المغربية تاريخيا الأولوية والعناية اقتداء بالسنة العملية لنبي الهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان أول ما قام به عندما نزل بالمدينة المنورة بناء مسجد قبا. وهو النهج الذي سار عليه الخلفاء من بعده والسلف والملوك. فالتاريخ يحدثنا عن مولاي ادريس الثاني الذي كان أول عمل قام به بعد إتمام بناء مدينة فاس هو بناء مسجد (الاشياخ) بعدوة الاندلس، ثم بناء مسجد الشرفاء بعدوة القرويين الذي نقل اليه خطبة الجمعة التي استمرت بها الى ان بني جامع القويين. ونفس العمل سار عليه ملوك المغرب بعده، فالملك محمد الخامس رحمه الله عندما زار الناظور 1957 كان أول ما فعل ان وضع حجر الأساس لبناء المسجد الذي يحمل الان اسمه: مسجد محمد الخامس حيث افتتحه في زيارته الثانية عام 1959. وهو العهد الذي ينهجه امير المومنين محمد السادس الذي يؤسس لمساجد ويبنيها ويفتتحها ويصلي فيها أينما حل ونزل داخل الوطن وخارجه. وأضاف خطيب الجمعة في خطبته الأولى قائلا: ان أول من يستحق التهنئة هو أمير المومنين الذي تفضل فوضع حجر الأساس لهذا المسجد عام 2011 ثم تكرم حفظه الله فأطلق عليه اسمه الشريف. والشرف كبير وعظيم لعمار المساجد وبناتها الذين يصدق عليهم قول الله تعالى: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ» فانتم -يقول الخطيب ياعمار المساجد ويا اهل الناظور تفرحون اليوم بافتتاح مسجد محمد السادس الذي جاء ليتوج هامة مدينتكم ويكون شامتكم وزينة واجهتكم وشعاركم، فهو مفخرة للناظور ولأهل الناظور اذ تفتخر مدن المملكة بمآثرها وبمآذنها وابراجها. انه الفوز الحقيقي بمسجد نموذجي متكامل يعد فتحا ونصرا مبينا لهذه الساكنة التي كانت متشوقة اليه، ولذلك فهو يشهد حاليا اقبالا من الرجال والنساء الشيوخ والشباب في جميع الأوقات. وفي الخطبة الثانية تطرق خطيب الجمعة الى مايجب من احترام وتوقير وصيانة للمساجد. فبيوت الله تعالى حرمة من حرماته التي يجب ان تعظم “ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه” ومن آداب الدخول الى المسجد استشعار عظمة الله والتأدب معه وذلك كله من الزينة المطلوبة في قوله تعالى: “ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ “ والزينة تعني احسن الثياب وانظفها وتعني الرائحة الطيبة التي تجعلنا نجنب بيوت الله الرثاثة والنتانة وكل ماينفر المصلين وملائكة الرحمان. وشكر خطيب الجمعة كل المساهمين في البناء والتشييد من وزارة الأوقاف والسلطات المعنية والقائمين بالأشغال والمحسنين والمحسنات وكل من كان سببا في وجود هذا الصرح المبارك. وتوجه خطيب الجمعة بنداء خاص الى الشباب ليعمروا مساجد الله ويتفقدوا قلوبهم بالصلاة ويريحوها بها فهم عماد الوطن ومستقبله. وارضهم ارض اجدادهم ارض الخيرات انجبت وتنجب علماء وصلحاء ومجاهدين هم اسوتنا اليوم وقدوتنا في زرع الآمال في القلوب. علقوا قلوبكم، أيها الشباب، بالمساجد أصلحوها بالثقة في ربكم وفي قرآن ربكم. وان كل عقبة وكل تحد تتغلبون عليه لا محالة كل صعب على الشباب يهون *** هكذا همة الرجال تكون وبالمناسبة نشير الى ان صلاة الجمعة لأول مرة في هذا المسجد شهدها خلق كثير حجوا ليشاركوا في هذا الخير بمناسبة رمضان الابرك.