تنبأ الحلاق بحمم البركان التي تجتاح العواصم الدكتاتورية التي انقلبت بها كل الموازين وسقط جدار الخوف الذي على أطلاله تعيش كل الأنظمة الطاغية اللا ديموقراطية. انقلبت المعادلة حين شرد الناس في بلادهم وحتى في بلاد الناس، حينما رحل الناس قسرا من بلدانهم. من كان يعتقد أن الراحل سيقول لمرحله ارحل؟ ألم يكن أجدر بالأجهزة البوليسية الإستخباراتية القمعية أن تغفل هذه الثورة الهادئة التي انطلقت من على كرسي الحلاق. إنه الجيل الذي اهتزت له كل عروش الطغاة التي استكبرت في الأرض وجسدت نفسها آلهة مقدسة تعبد من لدن شعوبها المقموعة القابعة في الظلام، قيل عن هذا الجيل الكثير عن أنواع حلاقاته وأكله ولباسه… التي لم تكن معهودة في زمن التكرار- الزمن الذي أعدم فيه الإبداع شنقا وحكم على الحلم بالمؤبد. كسر الشباب كل القوانين العرفية العلفية وكل القيود الحديدية وأباح كل الممنوعات والمحرمات… إنها كلمة الحلاق وقد قالها بكل تلقائية غير آبه بما يقول وغير معتقد أنه سيسجن على ذمة التحقيق عمره كله “شينها أنزا رعجب” (ذات يوم سنرى العجب)، نعم سيدي الحلاق رأيتم العجب في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والقائمة ستطول عجب الحرية والديموقراطية التي لم تكن تحلم بها هذه الأوطان التي سلمها المستعمر لمستعمر أشد استغلالا منه، قالها الحلاق لاعتباراته الحلاقية: هذا الجيل يختار كل شيء يريده ويختار الطريقة التي سيقص بها شعره والطريقة التي تحكم بها بلاده… قالت عنه الأحزاب الكرتونية أنه جيل لا مبالي من السياسة. نعم لأن ضمائرهم أشرف من العيش على أوهام المحرومين الملتفين حولهم في هذه الإنتفاضة الشعبية التي أعطت الدروس حتى لأعتى الديموقراطيات في العالم، وذلك لحسه العالي والذكاء الخارق للعادة من حيث التفوق على كل شيء، حتى على أبحاث ودراسات المستعمر وأتباعه، ذلك لأنه أبدع أشكالا نضالية احتجاجية جد مؤثرة، لتنزلق المعادلة لأحد أطرافها وتحول الرقابة من على التأسلم والتشدد الذي ما طال يروعون به الشعوب. إلى كل ما هو شاب وحركي، إنه الطاعون الذي يختار أصحابه من كل الفخامات والأسياد القابعين في القصور المحصنة. فنصيحة الحلاق لهذه الأنظمة واضحة. وكما استجاب الحلاق لرغبات هذا الجيل فما على الأنظمة إلا أن تستجيب لإرادة شعوبها أو الرحيل. إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع