في إطار نشاطها السنوي المبرمج احتفَتْ جمعيَّةُ نرجس للتنمية الإجتماعية والثقافية والرياضية بالرباط أول أمْس السبت 26 يناير2019 بدار الشباب القبيبات بتوقيع إصدارٍ جديد للقاصة فاطمة الشيري تحت عنوان"تجرعتُ كأسي" ،في أمسية تناثر فيها بهاء الحرف لآلئ مضيئةًأشَعَّتْ إشْراقاتها بَيْنَ تقديم رائق بكلمات ترحيبية وانطباعية عن المحتفى بها من المبدعة Nadia Laamarti رئيسة الجمعية ،وبَيْنَ قراءات للقاصة حملت في مكامنها متعة وإمتاعا،وبَيْنَ نقدٍ عبر ورقتين للناقدين الكبيرين امحمد امحور والمصطفى كليتي ،وبين فقرات غنائية زادت الأمسية بهاء استُهِلَّتْ هذه اللمة الثقافية الأدبية بكلمة ترحيب ماتعة للرائعة نادية عمارتي فاتحةً المجال للقاصة فاطمة الشيري حيث أتْحَفتْ أسماع الحضوربقراءة نصوص من إصدارها نصوص مُتْخَمَةٌ بمكامن اللغة الرصينة وجودة التمكُّنِ منْ آليات القصة القصيرة جدا؛ثم تَلَتْها قراءة نقدية أولى للناقد الدكتور امحمد أمحورمن مدينة الناظور أبان من خلالها مدى قدرة القاصة الإبداعية من ابداع أضمومة مائزة ماتعة يمكن اعتبارها سجلا قصصيا نَحَتَتْهُ الساردة وفق أيقونات تجليات الذات والكتابة بين سفرها وبوحها وإيحاءاتها بأسلوب سردي شيِّقٍ آسِرٍ مما يؤشر قدرة القاصة على إبداع رسائل مشفَّرة تستلزم القارئ النموذجي المتمتع المشارك القادر على المتعة والنقد لكون أضمومة تجرعت كأسي هي ظرفٌ مغلقٌ مليئٌ بالفجوات والشفرات والمستغلقات وتمثلات للأمثال والثرات الغنائي الأصيل( بتوظيف أسماء أغنيات للطرب الاصيل مثل أروح لمين انت عمري…) والتي تنتظر فكها،ذاهبا في اختتام مداخلته بكون المجموعة تستحق ان تحول الى عمل روائي لقدرة القاصة على السرد ذو النفس الطويل ،متمنيا لها التوفيق أما ثاني ورقة نقدية والتي هي للناقد الكبير المصطفى لكليتي حيث نَوَّه بنادية العمارتي وبشكرها على اللقاء الماتع ،كما نوه بالقاصة فاطمة الشيري لحضورها الوارف في الفضاء الأزرق التواصلي سواء في القصة أو الشعر أو الهايكو ،ثم استرسل في مقاربة مَتْنِ المجموعة بوقوفه عند عتباتها بدْءًا من الإهداء والعنوان وصورة الغلاف وعناوين القصص ،كما عمد في مداخلته على فك الأبعاد الدلالية والجمالية وما طبعها من تنويع في التوظيفات التي توسَّلَتْها الساردة من وصفٍ وتكثسفٍ وترميزٍولغة الإختزال. وقفاتٌ عميقةٌ من الناقد كليتي استند فيها إلى الاستدلال بنماذج ماتعة من الأضمومة قرَّبَتِ الحضور من أهمية الأضمومة وما تستحقه من قراءة واعيةٍ لكونها مستمدة من الواقع والذات ،بين اللذة والالم إلى انصهار ومقاومة للحياة ومرارتها ،تستفز المتلقي قبل أنْ يُقْبِلَ على راءتها نصوص المجموعة وتنبهه إلى الحذر من شدة تلقها …سردٌ قصصيٌّ أسَّسَتْهُ القاصة من اشتغالها على مجموعة من الآليات الوظيفية من تكثيف وتلغيزٍوبياضٍ وبوحٍ وتوظيف لأسماء اغان لام كلثوم ومحمد عبد الوهاب ،ومفارقات وايحاءات وقفلات محكمة ساهمت الى حدٍّ كبير في إغْناءِ مقام الحكي . ووصف الناقد كليتي الاضمومة بكونها باذخة الروعة والجمال يلزمها قارئ متفاعل مع نبض النص لاقارئ قراءة كسولة ،بلْ قارئ قراءة واعية بما يقرأ. ثم تنوعتْ فقرات الأمسية بين قراءات القاصة لنصوص مائزة وبين فقرات طربية وبين شهادات إبداعية وإنسانية لقامات في حق القاصة فاطمة الشيري. ثم اختتم الحفل التوقيعي بتوقيع القاصة إصدارها بإهداء أعداد للحضور تحت إيقات النغم والطرب الأصيل؛وتُوِّجَ الحفل بالتقاط صور جماعية تخليداً للمناسبة الرائقة بحضورها الواعي فهنيئا للقاصة بإصدارها ولجمعية نرجس في شخص رئيستها المبدعة الفذة ومزيدا من التوفيق والنجاح في إحْياء المشهد الثقافي الأدبي وبعثه والنهوض به . أسفله تغطية القناة الأمازيغية لحفل التوقيع :