حين نتحدث عن النادي البحري للناظور ( كلوب) نستحضر التاريخ بماسيه و أحزاه و أفراحه رغم قلتها.. نعود إلى 1940 و الحقبة الاستعمارية التي شيد فيه هذا النادي الذي أريد له في تلك الفترة أن يكون عسكريا خاصا بالضباط الإسبان و تم بناؤه في نفس السنة التي بني فيه ميناء مليلية المحتلة و عن طريق نفس المقاولة بعد الاستقلال أصبح الطابع الرسمي للناظور صوره تناقلتها سعاة البريد عبر العالم حيث كان البطاقة البريدية المفضلة لأهل الناظور التي بعث كتذكار للأهل و الأصدقاء غزا العالم بقاراته و ما زال بأرشيف العديد من الناس يستخرج للذكرى زاره شخصيات عالمية اسبانية أوروبية و أهم من تشرف بالجلوس بين ثناياه المغفور له محمد الخامس و الراحل الحسن الثاني و الملك محمد السادس وهو ولي للعهد أما وزراء المغرب وشخصياته فحدث و لاحرج . مع تأهيل بحيرة مارشيكا و كورنيش الناظور الجديد الذي أعطى حلة جديدة للناظور كان لزاما من إيجاد حل للنادي البحري منذ خمس سنوات من النقاش الحاد تخلله احتجاجات و وقفات من أجل حماية المعلمة التاريخية دقت ساعة الصفر في نهاية الأسبوع الماضي مدير مارشيكا السيد سعيد زارو رفقة عمال الإقليم ورئيس جماعة الناظور ووفد من المهندسين و التقنيين مدعمين بجرافات و شاحنات ضخمة محملة بالأحجار الصلبة و الكبيرة ترسو بجانب النادي تحلق العديد من المارة و التحقت العديد من الوجوه من جمعيات المجتمع المدني لتستطلع الأمر و تقرأ أخر الأخبار ما جاء به زارو للنادي البحري نحن كإعلام كنا نتابع الخطوات و نستمع للشروح و الكل يتربص و ينتظر طاف الوفد و استمع للمقدمة ( ليس هناك هدم على الإطلاق بل هو ترميم ) قرأت الفاتحة لمباركة العمل و تحدث السيد المدير العام للوكالة و قدم شروحا دقيقة في أبسط التفاصيل بل انتقل حتى لتقديم رسومات إيضاحية تشرح العملية كأنه درس نموذجي للأقسام التمهيدية الكل تتبع الخطوات و التفاصيل ..ما استوقفني في هذا الشرح هو الطريقة الحادة التي كان يخاطب بها الحضور السيد زارو و فطن للأمر و عللها بقوله تأسفت على الخمس سنوات التي أضعناها من عمر المشروع في التفا هات و الكلام الفارغ و الصراعات السياسية و نحن لم نأت لذلك بل جئنا للعمل و البناء .. النقطة الثانية و هي التي حلل فيها أسباب الترميم قائلا ( هناك أناس و جمعيات طالبتنا بالهدم النهائي للبناية و نحن قلنا و نقول لا لا لا لأنني ابن المنطقة و اعرف تاريخها و لا يمكنني أن أقتلع مكانا جلس فيه الملوك العلويون الثلاثة حتى لا يسجلها علي التاريخ بأن السيد زارو هدم النادي البحري سنرممه حلى أحسن وجه و بنفس المواصفات ليبقى تاريخا لقرون يذكرنا من خلاله الأبناء و الأحفاد و ليكون مدرسة لفنانينا و أدبائنا و مفكرينا و لكل المبدعين ) هكذا نكون قد انتهينا للإجابة على سؤال العنوان و ليطمئن كل متشكك في مصير ( الكلوب ) الذي سيكون تحفة خالدة تزيد من إشعاع ما بدأته مارشيكا . ورحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه.