انتفضت مجموعة من الفعاليات المدنية والجمعويّة بالناظور، مساء الأحد، ضدّ قرار مجلس الجماعة الحضرية القاضي بإغلاق النّادي البحري لهدمه، في إطار عملية أشغال التوسعة التي يشهدها كورنيش الناظور تحت إشراف وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، وبعد نتائج المختبر العمومي للتجارب والدراسات التي خلصت إلى تآكل دعامات البناية وهشاشتها مما سيؤدي إلى انهيارها في أي وقت. الوقفة الاحتجاجيّة التي تواصلت لأكثر من ساعة، رددت خلالها شعارات تندد بقرار الهدم، كما أكدت على استمرار الاحتجاج إلى غاية التراجع عن القرار حفاظا على هذا الموروث الحضاري، الذي أصبح جزءا لا يتجزّأ من الذّاكرة الجماعيّة لهذه المدينة. وعبر المحتجون عن رفضهم لأي عمل يهدف إلى هدم النادي البحري، بدون وجود ضمانات تؤكد إقدام وكالة مارتشيكا على إحداث بناية مماثلة بمقومات عصرية، فيما طالب آخرون بترميم بناية «الكلوب» عوض إعدامها، لأنه يمثل جزءا من التراث المحلي وذاكرة مشتركة لجميع أبناء الريف. عاشور العمراوي، أحد أبناء الريف، أشار إلى أن عملية الهدم الموجهة إلى المآثر التاريخية في الريف، لن تتوقف عند هدم النادي البحري، الأمر الذي يطرح مجموعة من الأسئلة حول مصير دور السينما بالحسيمة والناظور على وجه خاص . وذكر أن «كلوب البحري» الذي يجد مشابها له داخل ميناء سبتة، عرف ما لا يمكن حصره من التظاهرات والأنشطة الثقافية والرياضية، إذا وبعد أن كان الولوج إليه حكرا على قادة العسكر الإسباني وكبار تجار المدينة ومهندسيها، كانت الطبقة العاملة تتوزع ليلا على مجموعة من الحانات والمقاهي داخل المدينة. النادي احتضن العديد من الأنشطة والمسابقات الرياضية على رأسها السباق بالزوارق البحرية وزوارق الصيد، والسباحة للرجال من موقع ميناء آيت نصار حاليا حتى مشارف النادي البحري، كما تميز النادي بتنظيم مسابقة أحسن أو أسرع نادل في تقديم الخدمات للزبائن بذات النادي.