جاءني في المنام، شيخ جليل همام، أضنه من أسلافنا العظام،يحكي عن شباب هذه الأيام ،وفي نبرة حزينة ، وكلمات رزينة قال: جلت في ارجاء المدينة و شاهدت شبابا غفلا من كل طينة و عجينة . شباب في مقتبل العمر، شاخ من شدة القهر ،وعلى وجهه شحوب كأنه القبر، بالكاد يجر الأقدام، كانه مصاب بكل الأسقام،يخر هامدا في استسلام، راضيا بالإنهزام،كاعجاز نخل خاوية ، تقاذفتها رياح عاتية،وهدتها الايام القاسية ، فانساق الى الهاوية يرجو الخلاص في المخدرات،وكل انواع المسكرات، في جيوش من الشواذ و العاهرات تاهوا في غياهب الخمارات. و شباب عطل التفكير في الوضع الحقير، فأخْرص الضمير، و صار عاجزا عن اي تغيير، يصفق لكل شيئ بدون تدبرولا تفكير،وفي كل الأحوال وبدون تأخير، حتى صار كالبعير يؤمر فيسير،فانصاع للامر الواقع ،كانه الحق الساطع،فلا يعارض و لا يقاطع،وانما مهرول يدافع ،انتهازي يتحين الفرص و اقتسام الحصص. و شباب حريص على أجِْره ،ينفقه كله على مظهِرِه،رغم بؤسِه و فقِره، همه في شَعِْره ،وعقله في خَصِْره. شباب تدبّر و قدّر،وضنّ أن الدين كما فكّر، فظل الطريق و تقهقر,حتى صار أقسى من الحجر،و كي يعيد المجد المفتقر؟!،ويحقق النصرالمؤزّر! ، اجمع أمره وقرّر، ففجّر و انْفجر!. و شباب باع العرض و المِلّة، و افتى بالإفطارجهارا في ِرحلة ،كأن رمضان هو العِلّة، لما بهم من بؤس و ذِلّة، نرجوا الله ان يكونوا من قِلّة . و استرسل يقول بلغ عني هذه النصيحة و التي استهلها بهذه الابيات الفصيحة : الا ايها الشعب الذي عانق المجدا و ارسى صروحا للعلى ظلت الاجدى فساد عزيزا حين امن و اتقى واضحى ذليلا بعد ان نكث العهدا الا كيف تنسى طارقا حين ابحرا و تنسى نداء الله,آذان خيرلدا انزع عنك رداء الانهزام ،و انفض عنك غبار الإستسلام ، و اقبل على الحياة وتقدم الى الامام ...اعزم و توكل على رب الانام،وليكن سلاحك الإيمان و الحب و عظيم الامال، فذاك ما تحطم به الاغلال ،وتسحق به ما بك من اذلال ... ان الانسان هو الانسان في كل الازمان و انما هذه الاحزان و هذا البهتان هو من تقبل الذل و الهوان واعلم ان السر العظيم ،هو العقل السليم ،و التفكير القويم، ان اسلوب تفكيرك ، و ضنونك و حتى اوهامك هي التي تعبد لك طريقك و تحدد مصيرك... فلا تجعل في عقلك نصيبا للاوهام وا جعله زاخرا بعظيم الاحلام.