على عكس ما كان ينتظره بعد المتتبعين فإن الوداع الذي لقيه عبد الوافي لفتيت من الفعاليات التي حضرت حفلات التنصيب السبت الماضي يليق بالمجهود الذي بذله الرجل طيلة السنوات الثلاث الماضية، علما أن لفتيت كان طيلة مدة إشتغاله بالناظور من متصدري إستفتاءات شخصية السنة على المواقع المحلية و هو أمر لم يكن ليحدث في سنوات سابقة... لفتيت الذي لقي تصفيقا حارا و مؤثرا في حفل تنصيب عامل الناظور الجديد العاقل بنتهامي و لقي بعد ذلك تصفيقا حارا أثناء تنصيب عامل الدريوش جمال خلوق لقي أيضا حرارة في التوديع أثناء حفلة مخصصة لذلك مساء الخميس بعمالة الناظور... فقط فلتات من هنا و هناك أثبت فيها أصحابها أن خلافاتهم مع لفتيت كافية لإبراز ذلك للعلن كطارق يحيى الذي قاطع حفل الوداع المسائي لعامل الناظور السابق و كان من اوائل المغادرين أثناء حفل التنصيب الصباحي عفوا عمن فضلوا الغياب طيلة اليوم كمحمد بوجيدة الرئيس السابق للمجلس الإقليمي أو من فضل البوح بمشاعره امام باب العمالة بعد نهاية الحفل كحال رئيس غرفة مهنية سابق قائلا”تهنينا منو” على العموم و رغم بعض الاخطاء التي إجتمع عليها خصوم لفتيت و أصدقائه و خاصة لوضعه ثقته في أشخاص مشبوهين أو لعلامات إستفهام تركها على مشاريع كبرى...فإن مردود الرجل كان كبيرا و ظل طيلة مدة ولايته رجل المرحلة خاصة بعد ان تمكن من قطع الطريق امام السماسرة الكبار الذين كانوا قابعين بمكاتب العمال الذين سبقوه من بعض البرلمانيين او رؤساء المجالس و غيرهم... أما العاقل الذي جاء للناظور ليثبت نفسه في أول عمالة يترئسها فإن الكثير من العمل ينتظره لإتمام الاوراش الكبرى المفتوحة اولا ثم لإصلاح اخطاء سابقه و أخيرا السير على نفس النهج و مواصلة قطع الطريق أمام الوصوليين و الإنتهازيين من الفاعلين السياسيين و أباطرة العقار و الإنتخابات... كما أن العديد من الفعاليات المحلية تنتظر الطريقة التي سيتعامل بها العامل الجديد مع الحركة السياسية المحلية خاصة و أنه قادم من حركة كل الديموقراطيين مهد حزب التراكتور و يرى الكثيرون ان تعيينه على رأس الناظور ليست إلا ورقة سياسية يلعبها صقر التراكتور إلياس العمري الذي ينتمي رفقة العاقل لنفس المنطقة “الحسيمة” إستعداد للإنتخابات التشريعية القادمة... أما في الدريوش فإن العامل الجديد جمال خلوق الذي إستعان ب 13 من موظفيه لمرافقته للعمالة الجديدة فإن عملا كبيرا ينتظره، خاصة مع مشاريع التأهيل الحضري للدريوش و ميضار و بن الطيب و كذا بدء العمل من الصفر لبناء أركان العمالة الجديدة على أن العمل الاكبر سيكون في التوفيق بين صقور السياسة بالمنطقة الذين تتنازعهم الاهواء و المصالح... و لكننا و حتى لا نستبق الامور فإن على الرأي العام المحلي المتابع للشأن العام ان يمنح العامل الجديد للناظور فرصة لقراءة و دراسة ملفات المدينة و التعرف بعد ذلك على بصماته خاصة و أن أقل من 4 أشهر تفصلنا عن الزيارة السنوية لصاحب الجلالة و هو الإمتحان السنوي لعمال الاقاليم. أما نحن فستكون لنا عودة لفتح ملفات قطاعية نستقرأ فيها إستراتيجية لفتيت و المنتظر من خليفته بشأنها.