عقدت مؤسسة الإغاثة المغربية اجتماعها الأول الخاص بإعداد المتطوعين على مستوى مدينة أمستردام ونواحيها، وذلك مساء يوم الأربعاء 13 يوليوز 2011. وقد حضر هذا اللقاء مجموعة من المثقفين والفاعلين الجمعويين، الذين تعرضوا لجملة من القضايا المتعلقة بهذا المشروع الخيري الكبير، كالتعريف بمؤسسة الإغاثة المغربية، ومدارسة موضوعة التطوع، وتشكيل لجان العمل التطوعي، وغير ذلك. افتتح الأستاذ عبد الحفيظ الشريف هذا الاجتماع المصغر الخاص بعرض أهم مواد البرنامج، ثم أعطى الكلمة بعد ذلك للأستاذة فاضمة بوشتاوي، وهي عضو في المكتب الإداري لمؤسسة الإغاثة المغربية، قصد تقديم عرض واف حول هذه المؤسسة، فأوضحت أولا أهم الدواعي الإنسانية التي تنبني عليها رؤية هذه المؤسسة الخيرية، ثم كشفت اللثام عن الأهداف والمقاصد التي تسعى إلى تحقيقها، وفي الأخير توقفت بالكلمة والصورة عند أهم المشاريع التربوية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، التي بدأت تشرف عليها مؤسسة الإغاثة المغربية في بعض مناطق المغرب، إما بشكل أحادي، أو بتعاون مع بعض المؤسسات الاجتماعية الفاعلة في المغرب، كمؤسستي أماد بوجدة، والعون والإغاثة بطنجة. وعقب هذا العرض القيم، فتح باب النقاش والتساؤل للحاضرين، إذ تم التعرض للكثير من الحيثيات المرتبطة بهذه المؤسسة، سواء أتعلق الأمر بالرؤية والأهداف، أم باستراتيجية العمل وآلياته، أم بكيفيات التواصل، أم بالتعاون مع مختلف المؤسسات المدنية والرسمية، إما في هولندا أو في المغرب. وقد شارك الأستاذ محمد الصالحي، وهو كذلك عضو في المؤسسة، بالإجابة الوافية عن العديد من الاستفسارات التي تقدم بها بعض الحاضرين. بعد هذا الشق الأول الذي ركز على التعريف بمؤسسة الإغاثة المغربية، تم تخصيص الشق الموالي للحديث عن العمل التطوعي، حيث شارك الكاتب المغربي التجاني بولعوالي بمداخلة مهمة حول ثقافة التطوع، مفهوما وتحفيزا وآليات، وقد افتتح كلمته بإشارة بليغة مؤداها أن الإسلام بالدرجة الأولى دين تطوع، تأسس منذ ظهوره على مبدأ التطوع والتضحية، لذلك ينبغي استحضار هذا الجانب في مثل هذا المشروع الإنساني الخيري، ثم عرف مفهوم التطوع أو العمل التطوعي من خلال بعض المصادر الإسلامية والغربية، التي لا تختلف رؤاها كثيرا بخصوص هذه القضية، بعد ذلك استخلص أن ثمة ثلاثة محفزات أساسية من شأنها أن تحفز المهاجر المغربي على الإقبال العفوي على العمل التطوعي، وهي: أولا؛ تعاليم الدين الإسلامي الداعية إلى التعاون والتكافل الاجتماعي، ثانيا؛ الإرث التاريخي والشعبي المغربي المحلى المحفز على التطوع والتضامن، وتعتبر عادة ثاويزا أهم شكل تعاوني وتكافلي بمنطقة الريف، وثالثا؛ النموذج الهولندي المتقدم، إذ تتوفر هولندا على خمسة ملايين ونصف مليون متطوع رسمي، يعملون بشكل منظم وقانوني. من هنا، يتحتم على شريحة المغاربة في هولندا والغرب أن يستفيدوا من هذه الإمكانات الهائلة المتوفرة لديهم، واستثمارها في مشاريع تطوعية هادفة، ترتكز على التنظيم والاحترافية والمردودية. وفي نهاية المطاف، قام الحاضرون بتشكيل بعض اللجان (الوعظ، التنشيط، التواصل، المرأة…) الخاصة بالعمل التطوعي على مستوى مدينة أمستردام وضواحيها، التي سوف تعمل أثناء شهر رمضان المبارك على التعريف المكثف بمؤسسة الإغاثة المغربية، والدعوة إلى الاشتراك في المشاريع الخيرية المتنوعة، التي استحدثتها قصد تقديم الدعم المادي والتقني والتجهيزي والمعرفي في مختلف المدن والبوادي المغربية. الخلاصة مما سبق، أن هذا اللقاء الخاص الذي نظمته مؤسسة الإغاثة المغربية بمدينة أمستردام، تمكن من أن يقنع الحاضرين بأهمية هذا المشروع الخيري، الذي ينصب بالدرجة الأولى على المجال المغربي، ما دام أن المؤسسات الخيرية الأخرى في هولندا، توجه دعمها إلى مختلف الدول الفقيرة، في القارتين الإفريقية والأسيوية، ولا يستفيد المغرب من ذلك على الإطلاق، رغم أن 80% من المانحين والمحسنين هم المغاربة! وتتحدد أهم المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، التي شرعت الإغاثة المغربية في إرسائها، قصد دعم مختلف شرائح المجتمع المغربي المعوزة، كالفقراء واليتامى والمرضى والطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة، في دعم ألف يتيم ماديا عن طريق إعانات المحسنين القارة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين في إطار التعاونيات الفلاحية والصناعة التقليدية، وتجهيز المستشفيات والمؤسسات التعليمية، وإجراء العمليات الجراحية الميدانية من طرف وتحت إشراف أطباء مغاربة وهولنديين، وغير ذلك. شارك -------- أضف تعليقا Click here to cancel reply. الإسم (مطلوب) البريد الإلكتروني (لن ينشر مع التعليق) (مطلوب) الموقع الإلكتروني