مما لا شك فيه أن بعد المؤسسة التعليمية في العالم القروي يشكل عائقا إضافيا للتلاميذ خصوصا الفتيات اللواتي ينقطعن عن الدراسة في سن مبكرة بمجرد حصولهن على الشهادة الإبتدائية وبالتالي الحد من عزيمتهن ، أمام هذا الواقع المر تم إحداث داخليات ودور للطالبات بالإقليم للحد من هذه الظاهرة ، وفي هذا الصدد تم تأسيس دار البر للطالبات بتاريخ 16 يوليوز 2008 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وتبلغ مساحة المؤسسة 1.100 متر مربع وتتكون من طابق أرضي وطابقين علويين ، إضافة إلى 6 قاعات مخصصة للنوم ،قاعة للإعلاميات ، مكاتب للإدارة ، قاعتان للمطالعة ، قاعة للأنشطة الموازية ،مطبخ ، قاعتان للأكل ، مستودع ، مرافق صحية ، مساحة خضراء . هذه الدار ساهم فيها مجموعة من الشركاء كل واحد حسب إمكانيته ، المجلس البلدي بالقطعة الأرضية التي أقيم عليها المشروع ، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التعاون الوطني ، إلى جانب شركاء آخرين ...... ، وكان متوقعا في البداية أن تفتح الدار في وجه التلاميذ والتلميذات المنحدرين من العالم القروي لكن نظرا لكثرة الإقبال غير المتوقع للفتيات ، فقد أتخذ قرار الإكتفاء بالفتيات فقط على أساس أن تحدث دار للطالب في المستقبل لإستقبال تلاميذ البادية . وبخصوص الطاقة الإيوائية تصل إلى 90 سرير ، استقبلت السنة المنصرمة الدار فقط 50 نزيلة لكون الدار كانت حديثة ، أما هذه السنة فقد تم إستقبال أزيد من 80 مستفيدة كلهن ينحدرن من من اسر فقيرة . وبالمناسبة كان لنا لقاء مع السيدة لمراني يمينة المشرفة العامة على الدار التي بينت لنا بان رسالة الدار تكمن في تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي كما وضحت لنا أيضا أن الدار لاتكتفي فقط باستقبال الفتيات بل تقوم أيضا بتقديم دروس في الدعم لهن في مجال تكنولوجيا الإعلاميات إضافة إلى إعطاء دروس للدعم والتقوية في المقررات الدراسية من طرف مجموعة من الأطر التربوية مجانا و دروس في قراءة وتجويد القرآن الكريم ........... وبينت لنا أيضا أنه تم إنشاء فريق نسوي في كرة القدم ولما استفسرناها عن موارد الدار أجابت بان الموارد تتمثل في واجبات إنخراط أعضاء الجمعية إلى جانب اشتراكات أعضاء المكتب المسير وواجبات بعض المستفيدات من الدار والدعم الذي تقدمه السلطات العمومية ” التعاون الوطني ، المجلس القروي ، المجلس البلدي ..... ومساهمات وتبرعات المحسنين . ووضحت لنا أيضا بكون الدار تستقبل تلميذات من جماعة أولاد ستوت ، بلدية رأس الماء ، جماعة اولاد داود ازخانين ، جماعة حاسي بركان ، جماعة بوعراك ، جماعة قرية أركمان . وبالمناسبة قمنا بزيارة الى بعض العائلات بجماعة اولاد ستوت رفقة الطاقم التربوي للدار وقد عبرت اسر العائلات المستجوبة عن غبطتهن وسعادتهن بدار البر التي استقبلت بناتهن ، كما عبروا لنا بأنه لولا دار البر لإستمر مسلسل الهدر المدرسي ، حيث أكد لنا السيد محمد أن ابنته انقطعت عن الدراسة بعد حصولها على الشهادة الابتدائية وكانت تلميذة مجتهدة وبعد سماعه بأمر دار البر سارع الى تسجيل فلذة كبده باعدادية علال الفاسي بزايو وبدار البر كما عبر لنا بعض الآباء عن ظروفهم الإجتماعية القاسية التي لاتسمح لهم بتأدية واجب التامين وواجب الانخراط ن وبينت لنا المشرفة على دار البر أن هدف الدار الانفتاح على الفئات الفقيرة وهي تأخذ بعين اللإعتبار هذه الحالات لكن في حدود المعقول لان للدار مصاريف تسيير يومية لهؤلاء النزيلات . في الأخير قمنا بزيارة لمرافق الدار ووقفنا على مشهد النظام والنظافة والانضباط والمسؤولية التي تميز الدار .