في مبادرة لقيت استحسانا كبيرا من لدن الأطقم التربوية والإدارية للمؤسسات التعليمية بالوسط القروي والشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية والتكوين، نظمت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة عملية مصاحبة ودعم لعملية التحاق واستقرار الأساتذة الجدد الملتحقين بنيابة الصويرة برسم الموسم الدراسي 2009-2010 . وحسب مصطفى اعدري النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالصويرة، فالعملية التي استهدفت عددا من المجموعات المدرسية بالعالم القروي في عدة جماعات قروية بالإقليم، أملتها خصوصية نيابة الصويرة التي يغلب عليها الطابع القروي، عملية التحاق واستقرار الأساتذة الجدد لا تخلو في بدايتها من صعوبات ،لهذا يقع على عاتق المصالح الإقليمية لوزارة التربية الوطنية العمل على تيسير هذه المرحلة بما يكفل الاندماح السريع والسلس للطاقم التربوي الجديد في محيطه السوسيو ثقافي،وخلق نوع من التناغم بين المدرسين والإدارة التربوية من جهة، وبين الآباء والسلطات المحلية والمنتخبة من جهة أخرى. من أهداف العملية كذلك إعطاء المدرس الوضع الاعتباري الذي يستحقه في محيطه الاجتماعي والمؤسساتي بما يليق وجسامة المهمة الملقاة على عاتقه، حيث تم تخصيص استقبال خاص في كل المحطات للأساتذة الجدد من طرف أعضاء جمعيات الآباء، رؤساء الجماعات، ممثلو السلطة المحلية واعيان المناطق المستقبلة الذي لم يخفوا ارتياحهم في مقابل الحل النهائي لمشكل الخصاص الحاد في الموارد البشرية الذي كانت تعانيه المؤسسات التعليمية بالعالم القروي. خلال الموسم الحالي، يضيف مصطفى اعدري،استقبلت نيابة الصويرة 257 أستاذا للتعليم الابتدائي، 33 بالثانوي الإعدادي، و 70 بالثانوي التاهيلي، مما مكن من الإجابة على الخصاص الكبير على مستوى هيئة التدريس الذي وصل الموسم الفارط إلى 150 أستاذا في سلك الابتدائي فقط. شباب مجاز خريجو مراكز التكوين أو متعاقدون في إطار عملية الإدماج المباشر التي نظمتها وزارة التربية الوطنية، يكتشفون لأول مرة سياقا اجتماعيا ، جغرافيا وثقافيا مغايرا سيشكل ابتداء من لحظة التحاقهم إطارا للعمل والعيش خلال سنوات، التردد والإحساس بالاغتراب تعبيران طافحان على وجوه هؤلاء المدرسين الشباب الذين يصل معدل عمرهم إلى 26 سنة. سعيد ع ذي الثلاثة وعشرين ربيعا ينحدر من قلعة السراغنة، مجاز في الجغرافيا، يعتز بكونه اصغر الأساتذة المتعاقدين الملتحقين بإقليمالصويرة،اختار الرهان على التوظيف المباشر هروبا من سياط البطالة وتفاديا لمغامرة دراسات عليا لا يملك إمكانياتها المالية أصلا، تصور سعيد للعالم القروي وظروف الاشتغال كان مأساويا، لذلك يبدو أكثر ارتياحا، لأنه ، وحسب تعبيره، كان ينتظر الأسوأ.غير انه يستمر في التساؤل حول قدراته البيداغوجية والديداكتيكية خصوصا وانه لم يتلق تكوينا يؤهله لممارسة مهام التدريس التي يعتبرها مسؤولية جسيمة، بالنسبة لسعيد فسنة التكوين التي استفاد منها خريجو مركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي تعتير غير كافية، فما بالك بأسبوع من التكوين استفاد منه قبل التحاقه؟ سؤال التكوين والقدرات البيداغوجية كان على لسان زهرة (30 سنة) و سكينة (31 سنة) المجازتان تباعا في الجيولوجيا والبيولوجيا النباتية، فبعد عدة محاولات لولوج سلك التعليم من خلال مباريات الالتحاق بمراكز التكوين ، قررتا الرهان على عملية التوظيف المباشر التي أنصفتهما أخيرا، غير ان زهرة وسكينة تطرحان إشكالا من نوع آخر، وهو صعوبة التواصل بينهما وبين تلاميذ المنطقة الناطقين باللغة الامازيغية،خصوصا بالنسبة لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي، فحسب مجموعة شهادات الأساتذة وسكان المنطقة، يكون الأمر أشبه بحوار الصم والبكم خلال الثلاث أشهر الأولى. رؤساء الجماعات القروية المستقبلة للجنة النيابية المشرفة على العملية برئاسة النائب الإقليمي ، مفتشين تربويين وأطر أدارية، يعبرون عن ارتياحهم لاستفادة المؤسسات التعليمية الواقعة بتراب جماعاتهم من عملية التعيينات الجديدة، في السنوات الماضية ، كان تدبير الخصاص يطرح صعوبات أمام الجميع، فاحتجاجات الساكنة كانت لا تنقطع،وردود فعلهم كانت غير متوقعة في كثير من الأحيان. بالفعل، ظلت نيابة الصويرة تجتر خصاصا كبيرا على مستوى الموارد البشرية خلال أكثر من خمس مواسم دراسية، حيث دفعت ثمن سوء تقدير نتج عنه قرار بالاستغناء عن 150 أستاذا للتعليم الابتدائي لفائدة نيابة قلعة السراغنة سنة 2003، وهو العدد الذي لم يتم تعويضه منذ ذلك التاريخ، مما جعل الإقليم يتخبط في أزمة نقص في العنصر البشري لم تزدد إلا حدة خلال السنوات الأخيرة. الحرب على ظاهرة الهدر المدرسي في إقليمالصويرة تتخذ مجموعة من الأشكال،فبرنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة ، الذي استفاد منه الإقليم في مرحلته التجريبية،مكن من تحقيق نتائج قياسية على مستوى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي في المجموعات والوحدات المدرسية المستفيدة، بل ومكن من استعادة عدد قياسي من الأطفال الذين كانوا في حالة انقطاع، فحسب آخر إحصائيات النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة، يستفيد من البرنامج حاليا 18352 تلميذا 7396 منهم إناث،و9688 أسرة،حيث يغطي البرنامج 44 مؤسسة تعليمية و236 وحدة مدرسية و623 قسما. وهي أرقام تضع نيابة الصويرة على رأس النيابات المستفيدة من البرنامج. كما ساهم برنامج دعم بنيات استقبال مؤسسات الثانوي الإعدادي من خلال بناء وتجهيز دور الطالبة والطالب في مكافحة ظاهرة الهدر المدرسي في سلك الإعدادي في وسط الإناث على وجه الخصوص، حيث تتوفر نيابة الصويرة حاليا على 34 دور طالب، 18 منها تشتغل بشكل عاد ومنتظم في إطار اتفاقيات شراكة مبرمة بين نيابة التعليم وبين الجمعيات المسيرة، وهذا التراكم الايجابي تحقق في إطار التعاون والتنسيق بين البرنامج الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبين نيابة وزارة التربية الوطنية بالصويرة خلال الأربع سنوات الماضية. " في إطار مسلسل اللاتركيز واللاتمركز الذي انتهجته وزارة التربية الوطنية على مستوى تدبير الموارد البشرية والمالية، سيتم تفويض اعتمادات مالية بشكل مباشر إلى المؤسسات التعليمية عن طريق جمعيات النجاح التي تضم في عضويتها جميع الشركاء والفاعلين في العملية التعليمية التعلمية، هذه الخطوة المتقدمة ستمكن حتما من ضمان فعالية ونجاعة اكبر على مستوى تدبير الاعتمادات المالية المرصودة للمؤسسات التعليمية والتي يجب أن توظف بما يتلاءم مع الاحتياجات الحقيقية والملحة لكل مؤسسة تعليمية على حدة" أكد لنا مصطفى اعدري النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالصويرة، والذي أكد على تسطير برنامج تكويني لفائدة الأساتذة المتعاقدين بغاية مصاحبتهم في مهامهم الجديدة بما يضمن تقوية وتعزيز قدراته البيداغوجية والديداكتيكية. للإشارة فنيابة الصويرة تضم 151 مؤسسة للتعليم الابتدائي ، 26 إعدادية و7 ثانويات تقدم خدمات تربوية لفائدة63917 تلميذا في الابتدائي 29864 منهم إناث، 14413 في سلك الثانوي الإعدادي 5852 منهم إناث، ثم 4895 تلميذا في الثانوي التاهيلي 2486 منهم إناث.