استعد لجرأة اكبر تواجهك بحقيقتك آتية، نحن سكان جماعة أولاد أمغار لسنا جماعات من الهمج تتربص بك أيها الأستاذ، ولسنا جهلة نستعطي المعرفة على أعتابك أيها المتحضر ،ولسنا أبدا حشرات حقيرة وذليلة تستحق أن تدوسها بأقدامك أو بسيارتك أنى شئت...ولن نصدق بعد الآن انك مقدس،ورثتها عن أجدادك كما روجت لشخصك،أية قداسة أيها القديس؟ لم تنزل يوما من السماء،فأنت ما إلا بشر مثلنا تماما،تنام وتأكل...ولم يخلقنا الله من طين آخر كي نعيش أبد الدهر أمامك صاغرين ،بل ولدنا مثلك أحرارا،واسأل التاريخ الحق يخبرك خقا من نكون. نحن الذين اختار أسلافنا واحدا من عائلتك –لا انتم جميعا- كي يكون سيدنا يفكر بدلا عنا ويقرر بدلا عنا ويحكم،فاستمر التقليد لأننا كنا مجتمعات قبلية تؤمن بأن العيش بأمان كان يتطلب وجود واحد يفرض هيبته ،وبان العيش بكرامة كان يحتاج إلى شيخ أو زعيم أو رئيس... فاخترنا واحدا من أجدادك دون سواه،حارسا لكرامتنا وتبعناه طائعين.فكيف باسمه تمن علينا وتتلذذ باهانتنا؟؟ فهل ذنبنا اليوم نحن هو إن أسلافنا كانوا في حاجة إلى كبار تتجسد فيهم آمالهم وأحلامهم،فجعلوكم انتم الكبار ظنا منهم أنكم كذلك؟ ومنذ أن كنا صغارا وانتم تسردون بألسنتكم تاريخا مزورا يوغل في إذلالنا وينتخبكم الصفوة دائما. فإذا لم تتعب أنت أيها الرئيس من ترديد أساطيرك،فنحن بصدق تعبنا من سماعها،لقد مر ما يكفي من الوقت كي نكبر ونرى حجم الخرافات الممددة فوق خطاباتك التي تذلنا بها كل يوم. أهل نسيت يا سيادة الرئيس،حينما أتيت لأول مرة إلينا قادما من الرباط لوضع ملف ترشيحك في الانتخابات لرئاسة الجماعة،ذاك الاستقبال الذي خصصناه لك وتلك الفرحة البادية على ساكنة الجماعة.ونحن نقول جماعتنا سيترأسها أخيرا شخص قادر على تسييرها أحسن تسيير،لأنه رجل قانون عكس الرؤساء الذين توالوا عنها فكانوا أميون. أهل نسيت يا سيادة الرئيس،يوم خرجنا من منازلنا جميعا وفي أيدينا بطاقة الناخب متوجهين صوب صندوق الاقتراع لنصوت لصالحك حتى تفوز،بعد فوزك كرئيس للجماعة احتفلنا وإياك في حفلة خصصتها لفوزك طبعا،ففرحنا وسررنا معك ولجماعتنا. بكل بساطة يا سيادة الرئيس كنا قد علقنا عليك آمالنا طامحين في تسييرك الجماعي المحكم والنزيه،لأننا ذقنا مرارة حكم فاسد براسة رؤساء فاسدين ومفسدين وأناس پراڭماتيين همهم الوحيد تحقيق مصالحهم وأغراضهم الشخصية على حساب ساكنة فقيرة وأمية وفلاحين بسطاء،فراحوا يخربون وينهبون من أموال الجماعة ما شاؤا بلا حسيب ولا رقيب. أنت يا سيادة الرئيس ما خفي كان أعظم في حقك،بالله عليك هل تعتبر سكان هذه الجماعة متخلفين وبدون عقل يفكرون به،إلى تلك الدرجة التي أنت تتصورهم. فحينما كنا نراك تأتي إلى الجماعة إلا نادرا قادما إليها من الرباط قلنا لا بأس، حينما حولت الجماعة من بودينار إلى أولاد أمغار قلنا إنجاز رائع ، حينما بدأت بإصلاح الطرق المؤدية إلى الدواوير قلنا إنجاز ممتاز،رغم أننا نعلم أن داك الإصلاح والترميم لا يكفي لتلك الطرق وبتلك الطريقة. حينما فتحت السوق الأسبوعي المسمى”كيلاطي”قلنا يا له من إنجاز،لأننا اعتقدنا أن هذا السوق سيستفيد منه أبناء المنطقة حتى ولو يوم واحد في الأسبوع،عن طريق توزيع الدكاكين المتواجدة فيه عنهم،لكن الرئيس أبى إلا أن يترك كل المتاجر مغلقة الأبواب إلى أجل غير مسمى. وحينما رأينا تلك الغابة المتواجدة على ضفاف واد تغزا تقطع وتخرب وتقتلع من جذورها أمام الملأ ولم تحرك ساكنا،قلنا بصوت عال اللهم هذا منكر.لان هذه الغابة أيها المتحضر كانت المتنفس الوحيد لكل المناطق المجاورة لها،وكانت ملجأ للساكنة للهروب إليها أيام فصل الحر. وحينما سلمت زمام الأمور إلى احمد عطاف ،وأصبح هو الآمر والناهي في الجماعة ،قلنا إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة. لكل هذه الأسباب ولغيرها لا يتسع المجال لذكرها،عبرنا على عدم رغبتنا فيك لتسير جماعتنا،أعتقد أن هذا كان واضحا من خلال تلك الرسائل التي بعثها إلى سيادتك السكان من مختلف الأعمار،في يوم نظموا فيه مسيرة احتجاجية نحو قيادة بودينار،وتلك الاحتجاجات والشعارات التي رددت يوم أن نصبت نفسك رئيسا علينا رغما عنا. إنها رئاسة ذل و عار يا سيادة الرئيس. ولكم واسع النظر.