تشتكي فئات واسعة من تلميذات الإعدادي والثانوي ببلدية سلوان من المضايقات اللاأخلاقية والتحرشات الشنيعة، التي يصادفْنها من جانب الكثير من الشبان والمراهقين المستهترين الذين يقصدون هذه الصروح التعليمية والتربوية يوميا قصد التحرش بهن وإسقاطهن في الشرك مستغلين الظروف الإجبارية التي تفرض عليهن الخروج من المنازل والتوجه إلى المدارس لطلب العلم. (اللباس المدرسي الموحد، الاحتفال بعيد المدرسة ، الاحتفال بيوم المدرس وباليوم الوطني لآباء وأمهات التلاميذ إلى غير ذلك من القرارات والمذكرات التنظيمية والدلائل التربوية التوجيهية) الهدف منها أولا وقبل كل شيء هو محاربة ظاهرة الهدر المدرسي التي أصبحت تؤرق المسؤولين على الصعيدين المحلي والوطني، وساهمت في تفشي الأمية والجهل…. لكن وفي مقابل هذه المجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية على القطاع، برزت ظاهرة أخرى تعمل في الاتجاه المعاكس، ألا وهي إقدام العديد من الآباء -الغيورين على شرفهم- على فصل بناتهم المتفوقات في الدراسة ومنعهن من متابعة دروسهن، لا لشيء.. سوى للمشاهد الغريبة التي أصبحت تعرفها أبواب مؤسساتنا التعليمية من تحرش بالتلميذات، خاصة أمام الثانويات التأهيليات والإعداديات، ناهيك عن تفاقم هذه المشاهد أمام أبواب الكلية، حيث ألفت مجموعة من الشباب وحتى الذين اشتعلت رؤوسهم شيبا، على الوقوف بالمقربة من مداخل ومخارج هذه المؤسسات التعليمية بدون استحياء،. وقد تصل جرأة التحرش لدى هؤلاء الشباب إلى حد قطع الطريق على التلميذات في مشاهد غاية في البذاءة وإجبارهن عنوة على مصاحبتهم أو تسلم أرقام الهواتف منهن، وفي أحسن الحالات يكون التحرش بالكلام، الذي يتحول إلى سب وشتم حينما تبدي الفتاة تحفظا و إعراضا. وما يضفي على هذه الظاهرة طابعا لا أخلاقيا، ويزيد من أزمة تفاقمها؛ هو التجاوب الكبير الذي يلقاه هؤلاء الشبان من بعض التلميذات اللواتي يوهمن أولياء أمورهن بأنهن يقصدن المدراس قصد متابعة الدراسة، في حين أنهن يقعن في الرذيلة، وقد وعبر العديد من الآباء لنا عن سخطهم على الأوضاع المزرية التي آلت إليه المؤسسات التربوية بالمدينة خصوصا غياب الامن لحماية التلاميذ. وفي سياق الحديث عن هذه الظاهرة التحرش أمام أبواب المدارس تُطرح علامة استفهام عن الدور السلبي للمسؤولين ورجال الأمن و الدرك الملكي في الحد من انتشار هذه الظاهرة النشاز، و أصبحت المؤسسات التعليمية والتربوية قِبلة للمنحرفين والمستهترين، الذين يزداد نشاطهم اللاأخلاقي كل يوم أمام إهمال السلطات ولامبالاتها بالظاهرة .