نقل حوالي 60 شخصا، منهم حوالي 40 طفلا وعدد من النساء والرجال، إلى المستعجلات في مستشفى محمد الخامس، إثر اختناقهم بسبب الغاز المسيل للدموع، الذي استعملته القوات الأمنية ضد المحتجين أمس الاثنين في المواجهة العنيفة التي اندلعت بإقليم الحسيمة. وذكر مصدر مقرب من مستشفى محمد الخامس، في تصريح أن الغازات السامة أثرت على المصابين على مستوى جهاز التنفس ما اضطر العديد من المواطنين لقضاء ليلة العيد بقسم المستعجلات. وأضاف المصدر ذاته أن الإصابات لحقت أيضا رؤوس المتظاهرين وعناصر الأمن، حيث أصيب حوالي 39 من رجال الأمن، في حين تفادى عدد من الشباب الولوج إلى المستعجلات خوفا من الاعتقال. ويذكر أن المواجهات العنيفة التي اندلعت أمس بين المحتجين ورجال الأمن أسفرت عن اعتقال عدد كبير من شباب الحراك الريفي. وحسب شهود عيان من داخل مستشفى محمد الخامس، فإن مواجهة، أمس، نقل على إثرها ما لا يقل عن أربعين طفلا إلى المستعجلات، فضلا عن كبار السن من النساء، والرجال، بعدما اختنقوا بالغاز المسيل للدموع، الذي واجهت به القوات الأمنية المحتجين في الحسيمة داخل الأزقة وسط التجمعات السكنية. وأفادت البرلمانية السابقة، سعاد الشيخي، من خلال تدوينة على فايسبوك، أنها تلقت عدة نداءات استغاثة من مواطنين بسبب الغاز المسيل للدموع. وقالت "تصلني رسائل استغاثة صوتية بسبب الغاز المسيل للدموع، الأطفال يصرخون، والعجزة ومرضى القلب، والحساسية حياتهم معرضة للخطر، رائحة الغاز تخنقنا". وفي المقابل، أكدت مصادر الموقع أن المواجهة خلفت إصابات في صفوف القوات العمومية، وعاين المصدر ذاته، ما لا يقل عن 15 عنصرا من الأمنيين يتلقون العلاجات، بعدما تضرروا من المواجهة مع المحتجين، فيما تقول الرواية الرسمية أن عدد الإصابات في صفوف الأجهزة الأمنية بلغت 39 إصابة. وفي المقابل، ألحق التدخل الأمني العنيف في حق المحتجين إصابات خطيرة استهدف رؤوس المحتجين، والمناطق الحساسة من الجسم، ولا تعرف بعد حصيلة الإصابات في صفوفهم. وعلم الموقع أن جل المصابين من الشباب تجنبوا اللجوء إلى المستعجلات لتقلي العلاج، خوفا من الاعتقال، باستثناء الحالات الخطيرة. فيما أكد عدد من شباب الحراك أن حصيلة الاعتقالات في صفوف الشباب كانت ثقيلة بالنظر إلى اتسامها بالعشوائية. وظلت العديد من الأسر تبحث، أمس، عن مصير أبنائها بعد المواجهة.