الحلقة الخامسة موعد الجلسة الأولى وبعد الانتهاء من مراحل التحقيق حدد موعد الجلسة الأولى ليوم الخميس، حينها عرفت أن الأمور بدأت تدخل مراحلها الحاسمة إما وإما. جاءت ليلة الخميس أحسست حينها بتعب شديد وألم في سائر جسدي لم استطع معه النوم، جاء الصباح حاولت أن أتشجع لا أريد أن تفوتني هده الجلسة ، وحوالي الساعة الحادية عشرة صباحا ركبنا سيارة الشرطة وتوجهنا إلى المحكمة الابتدائية ودخلنا إلى غرفة صغيرة بجانب قاعة الجلسات وحالتي الصحية سيئة جدا . فما هي إلا دقائق حتى أغمي علي ولم أعلم بما حصل بعدها إلى أن وجدت نفسي خارج تلك الغرفة ومعي أحد رجال الشرطة حيث بدأ يصب الماء فوق راسي لأستفيق ، وكان هذا الأخير رجلا طيبا إلتقيته أكثر من مرة فكان دائما يسأل عني فليته كان رجال الشرطة جميعهم مثله ، المهم قال لي اطمئن سنأخذك إلى الطبيب قلت له : لا من فضلك دعني هنا أريد أن أحضر هذه الجلسة فهي التي ستحدد مصيري قال لي : فكر في صحتك أولا قلت له : أرجوك فقط إذا كنت تود مساعدتي لا تدخلني إلى تلك الغرفة المظلمة بل دعني اجلس هنا خارجا ففعل.والعجيب في الأمر أنني كنت كلما أحضرت إلى المحكمة إلا ووجدت أبي حاضرا إلا في هذا اليوم فقد حالت ظروف بينه وبين حضوره وكان الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يجعله يرى مأساتي . بعدها دخلت إلى قاعة المحكمة فجاء دوري للوقوف أمام هيئة المحكمة وبدأ رئيس الجلسة يسألني وحالتي لا تسمح حتى بالوقوف إلا أنني تشجعت وبدأت أجيب عن كل سؤال لمدة 20 دقيقة تقريبا وقاعة المحكمة مملوءة عن آخرها رجال و نساء أطفال وشيوخ لكنك لا تكاد تسمع صوت احد ليتدخل بعدها المحامي والذي بالمناسبة لابد أن أوجه إليه الشكر الجزيل على وقوفه معي في هده المحنة ، بعدها قال رئيس الجلسة غدا ستسمع الحكم. عدت بعدها إلى السجن وأنا منهك القوى لا استطيع المشي و لا الحركة وبمجرد أن وصلنا إلى السجن ذهبت إلى المصحة مباشرة وتحدثت إلى المسؤول هناك ولكن وكأنني أتحدث إلى قارئة الفنجان أنا أشرح له حالتي وهو يقول لي : لا بأس عليك قد يكون ذلك فقط بسبب العياء عد إلى غرفتك و ستشعر بتحسن سبحان الله وماذا تفعل أنت هنا ،أجابني موظف آخر كان بجانه فقال لي : إنتظر أليس فلان صديقك وهو كان يقصد أحد الموظفين هناك جمعتنا أيام الدراسة بالجامعة بل أكثر من ذالك فهو ابن مدينتي والى حدود كتابة هذه الكلمات كنت اعتقد انه فعلا صديق لكن في ذلك المكان قلة هم الأصدقاء ، قال لي : سأرسله إليك فلن تجد أحسن منه فهذا مجال عمله ، عدت إلى الغرفة في انتظار مجيء صديقي فاجتمع حولي عدد من السجناء وبدأنا ننتظر جميعا من يأتي وقد لا يأتي ، وبعد لحظات قام أحد السجناء واخذ حبة بطاطس بعدما يأس هو الآخر من الانتظار فقام بتقطيعها إلى قطع صغيرة ووضعها فوق راسي لتخفف عني بعض الآلام وجاءني سجين آخر بحبة ” اسبروه ” و صديقي لم يأت بعد، حينها أحسست برغبة كبيرة في النوم وفعلا نمت قليلا لأستيقظ حوالي الساعة السادسة صباحا وكأنني لم أكن يوما مريضا لم اعد اشعر بأي ألم حالتي أصبحت جيدة جدا فالحمد لله ، والله وأنا هنا قد وقفت على أشياء عجيبة غريبة كيف أن الله لا ينسى احد من عباده. حل صباح يوم الجمعة ففي هذا اليوم سأعود مرة أخرى إلى المحكمة من اجل سماع الحكم لتبدأ المعاناة من جديد ومعها المساطر والإجراءات الروتينية فما أسهل أن تدخل إلى السجن ولكن ما أصعب أن تخرج منه مساطر وإجراءات و... وصلت إلى المحكمة ووقفت أمام هيئة المحكمة لأسمع الحكم فاللهم أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق واجعلي من لدنك سلطانا... يتبع السبت المقبل [email protected] يتبع السبت المقبل رابط الحلقة الاولى رابط الحلقة الثانية رابط الحلقة الثالثة رابط الحلقة الربعة