فتحت المفتشية العامة للبحرية الملكية، الثلاثاء الماضي، تحقيقا في حادث إطلاق النار من طرف فرقة لحرس السواحل في وقت مبكر من صباح الاثنين الماضي على زورق لتهريب المخدرات بمنطقة بوغافر ضواحي الناظور، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة آخر بجروح. وعلمت ́ ́الصباح ́ ́ أن لجنة تحقيق داخلية استمعت، مساء الثلاثاء الماضي، إلى قائد لفرقة حرس السواحل وثلاثة من عناصره، كانوا وراء إطلاق عيارات نارية على ثلاثة أشخاص كانوا على متن زورق لتهريب المخدرات، وهو ما نتج عنه مقتل شاب يبلغ من العمر 25 عاما ويسمى ́ ́م. ح ́ ́ وإصابة آخر وفرار الثالث، قبل أن يحاصره عناصر من فرقة حرس السواحل. وجاء في تصريحات عناصر فرقة حرس السواحل الذين تم الاستماع إليهم، أنهم أطلقوا الرصاص على الشابين اللذين كانا على متن الزورق بعد عدم امتثالهما لأوامر فرقة المراقبة، ومحاولتهما الفرار، ما دفعهم إلى إطلاق عيارات نارية عليهما، في محاولة لإيقافهما. وأكد عناصر فرقة المراقبة البحرية بالناظور أن الزورق الذي كان على متنه الشابان مخصص لتهريب المخدرات، وأنه انطلق من القرية الساحلية بمنطقة بوغافر لإجراء تمويه قبل شحن المخدرات لتهريبها إلى الجنوب الإسباني. وفتح بالموازاة مع الأبحاث المجردة من طرف البحرية الملكية تحقيق قضائي لتحديد المسؤولية عن مقتل الشاب (م. ح)، الذي كان على متن الزورق، والمنسوب إليه من طرف فرقة المراقبة الساحلية أنه مرتبط بشبكة تهريب، في حين تؤكد عائلته أنه كان ينوي الهجرة إلى إسبانيا على متن زورق تهريب الحشيش. ووجه إلى عائلة القتيل استدعاء من طرف النيابة العامة بالناظور لتسلم جثته، لكن أسرته طالبت بكشف حقائق مقتله ومعاقبة المسؤولين عن إطلاق الرصاص عليه. ويشير تقرير التشريح الطبي إلى أن القتيل أصيب برصاصة في ظهره، وذلك لدى محاولته الفرار بعد مطاردته من طرف حرس السواحل. ووفق معلومات حصلت عليها ́ الصباح“، فإن الدرك الملكي يحقق حاليا مع متهم اعتقل إثر الحادث وكان على متن زورق تهريب المخدرات، وتبين من خلال البحث معه أن له صلة بشبكة التهريب الدولي للحشيش من القرى الساحلية بالناظور إلى الجنوب الإسباني. وكشف هذآ الملف جزءا من حقائق ما تزال خفية على الأجهزة الأمنية وتتعلق باستخدام زوارق تهريب المخدرات في تهجير شباب يتحدرون من منطقة الريف إلى إسبانيا . ومن جهته، أفاد مصدر مسؤول أن البحرية الملكية بالناظور تلقت تعليمات من مفتشها العام، الأميرال محمد باردة، بتشديد المراقبة على امتداد السواحل من السعيدية إلى الحسيمة، والتعامل بصرامة مع كل زورق تهريب لا يمتثل لأوامر فرق حرس السواحل. ويشار إلى أن تشديد المراقبة الساحلية قبالة شواطئ الناظور، يأتي بعد حجز الحرس المدني الإسباني عددا من زوارق التهريب التي انطلقت من قرى ساحلية بين السعيدية و الحسيمة. الصباح / رضوان حفياني