كشف مصدر أمريكي أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، قاوم القوة الأمريكية المهاجمة، وقُتل برصاصة في الرأس، خلال اشتباكات مسلحة اندلعت بعد اقتحام المجمع أثناء العملية السرية التي دامت 40 دقيقة. وباغت “فريق أمريكي صغير”، بن لادن في مجمع فاخر يقع في منطقة “أبوتاباد”، تبعد 60 ميلاً شمالي العاصمة الباكستانية، إلا أن المصدر رفض تأكيد مشاركة الجيش الأمريكي في العملية. وذكر المسؤول أن ثلاثة رجال قتلوا أثناء العملية، بجانب امرأة استخدمت كدرع بشري لدى اقتحام المجمع، نافيا سقوط أي ضحايا بين القوة الأمريكية المهاجمة. وفي الأثناء، أوضح مصدر استخباراتي باكستاني أن عناصر من المخابرات الباكستانية كانت حاضرة أثناء الهجوم، ولم يتضح إذا ما قتل بن لادن برصاص العناصر الأمريكية أو الباكستانية. ويذكر أن أحد المسؤولين الأمريكيين لفت إلى أن زعيم القاعدة قتل بطلق ناري في الرأس وأظهرت مقاطع فيديو عرضتها قناة “جيو” الباكستانية ألسنة اللهب تتصاعد من المجمع. وتحطمت مروحية أمريكية أثناء عملية الدهم نتيجة عطل ميكانيكي، ما أجبر القوة المهاجمة على تدميرها لضمان عدم تسرب أية معلومات. وكشفت مصادر أمريكية رفيعة أن إدارة الرئيس، باراك أوباما، تكتمت على المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها حول مكان بن لادن قبيل العملية، ولم تطلع أي دولة، بما فيها باكستان، عليها لدواع أمنية. وعلمت قلة من المسؤولين الأمريكيين مسبقاً بالعملية التي انتهت بتصفية ألد أعداء الولاياتالمتحدة بعد مطاردة دامت زهاء عشرة أعوام. هذا وأفادت مصادر أمريكية أن واشنطن أدركت إمكانية اختباء بن لادن في مجمع بباكستان مطلع هذا العام، وفي فبراير أكدت المعلومات المتوفرة إمكانية التحرك لاقتناصه. وفي منتصف مارس رأس الرئيس الأمريكي سلسلة اجتماعات مع طاقمه الأمني، ومع تأكيد آخر معلومات وردت في 19 و28 إبريل الماضي، أعطى أوباما الضوء الأخضر للعملية، الجمعة. وأثار المجمع الفخم، الذي أقام به بن لادن وزوجته الصغيرة، وعدد من أعضاء العائلة، وأحاطت به أسوار عالية بلغ ارتفاعها ما بين 12 إلى 18 قدم على رأسها أسلاك شائكة، الشكوك، فالإجراءات الأمنية كانت صارمة، حتى النفايات كانت تحرق ولا توضع في المكان المخصص لجمعها. وخلص المحققون إلى أن المجمع الذي بني خصيصاً لايواء شخصية ذات أهمية بالغة، ليس سوى مخبأ لبن لادن. ويشار إلى أن المواقع المتشددة التي دأبت على نشر تسجيلات القاعدة لم تشر من قريب أو بعيد إلى مقتل بن لادن.