منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب/الريف يعقد مؤتمره الأول أيام 22 ،23 و 24 أبريل 2011 بمدينة الشاون بدأت منذ عدة أسابيع استعدادات منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب لعقد مؤتمره الأول و المقرر إجراؤه أيام 22 و 23 و 23 أبريل 2011 بمدينة الشاون تحت شعار:” من اجل دستور ديمقراطي يقر بحق الجهات التاريخية في تقرير مصيرها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي”. وفي هذا الإطار تم برمجة عدد من الأنشطة تدخل في مجال الإعداد التنظيمي و الأدبي و بلورة مختلف المشاريع التي ستقدم كأرضية للمؤتمر،أنشطة شارك فيها العديد من المناضلات و المناضلين من مختلف المنتديات المحلية المتواجدة بمناطق شمال المغرب الناظور ،الحسيمةتازة ،تاونات ، طنجة، تطوان،الشاون، القصر الكبير. و يأتي هذا الحدث بعد مضي أربعة أشهر على قرار الدولة القاضي بمنع انعقاد المؤتمره الأول المذكور و الذي كان مقررا بمدينة الشاون أيام 10/11/12 دجنبر 2010 و ذلك تنفيذا لخلاصات اجتماع المؤتمرين بالشاون و قرارات اجتماع مجلس التنسيق الجهوي يومي 10 و 11 دجنبر 2010 القاضية بتحدي قرار المنع و الإصرار على عقد المؤتمر بنفس الشعار و بنفس المكان،و بعد مختلف الإجراءات و المراسلات و الأنشطة التي قام بها المنتدى الجهوي و مختلف المنتديات المحلية على مستوى الجهة الشمالية/ الريف الكبير للرد على هذا القرار الغير الشرعي و الغير القانوني، و لتنويرالرأي العام بحيثيات المنع و مختلف المواقف التي يتبناها الإطار الحقوقي في هذا الإطار،و التضامن و التعاطف الواسع الذي لقيه الإطار الحقوقي عقب ذلك . و أكد الإطار الحقوقي الجهوي بكل منتدياته المحلية على مستوى الريف الكبير من خلال مختلف البلاغات و البيانات التي سبقت أو أعقبت قرار المنع و مختلف اللقاءات و الأنشطة العديدة التي جرت في هذا الإطار تحضيرا للمؤتمر ،على ضرورة المضي قدما و بعزم جماعي ضمن القرارات و الأجندة المرسومة للصول إلى المؤتمر الأول و الذي يعتبر حسب المنتدى محطة مهمة في سيرورة التقدم الجماعي في النقاش الفكري الحقوقي،و على أرضية المنطلقات الفلسفية التي تأسس عليها الإطار الحقوقي و خياراته الإستراتيجية، و ما تمت مراكمته من رصيد مهم خلال أربع سنوات من التجربة،و في خضم استحضار مختلف تحولات المشهد الحقوقي على المستوى المحلي ، الجهوي، الوطني و الدولي ،و ما ينتظره من مهام كبرى، في أفق بلورة تصور أرضية صلبة للمؤتمر الأول كقاعدة مرجعية للعمل خلال المرحلة المقبلة. يتشكل منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب/الريف من عدة منتديات محلية على صعيد الجهة الشمالية و يعتبر مجلس التنسيق الجهوي ثاني أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر بينما تعتبر التنسيقية العامة الجهاز التنفيذي الجهوي . و يتبنى المنتدى منذ تأسيسه سنة 2006 مقاربة نوعية في مجال الإشتغال على القضايا الحقوقية ،و ذلك نظرا لطبيعة و تشعب المواضيع و القضايا الخاصة و الملحة بالجهة الشمالية/الريف الكبير و التي تشكل مركز اهتماماته، خاصة ذات الصلة بالعهد الدولي في مجال الحقوق المدنية و السياسية ،و كذلك المتعلق بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية و الثقافية ، و مطالبه من أجل الكشف عن الحقيقة كاملة و الإقرار بها في ما يتعلق بماضي الإنتهاكات الجسيمة بالجهة الشمالية، سواء في علاقتها بالدولة المغربية أو الأطراف الإستعمارية .و يدعو إلى إعادة قراءة التاريخ سواء المتعلق بالجهة أو الوطن بصفة عامة ضمن مقاربة علمية شمولية غير قابلة للتجزيء أو البتر كحق من حقوق الإنسان في معرفة الحقيقة و حفظ على الذاكرة الجماعية و كإرث مهم و مشترك بين جميع المغاربة، و كذلك من أجل تمكين ذوي الحقوق من حقوقهم سواء كانت فردية أو جماعية، و وضع أسس صلبة لاية مصالحة حقيقية. وفي هذا الصدد فهو يعبر في العديد من مواقفه و بياناته عن اعتراضاته على الصيغة الرسمية التي يحاول بها تصفية ماضي الإنتهاكات الجسيمة خاصة منها المتعلقة بالحقوق الجماعية، نظرا للحساسية المفرطة التي تبديها إزاء القضايا المطروحة ،و فقدانها حسب الإطار الجرأة في فتح مختلف الملفات الحقوقية العالقة، خاصة منها المتعلقة بتاريخ الجهة الشمالية /الريف و ماضيه الأليم، لاسيما أنه يعتبر في نفس الموضوع :أن هيئة الإنصاف و المصالحة في تقريرها النهائي حول الريف جاء مبتورا و مجزء في العديد من جوانبه ،و لم ينصف تاريخ المنطقة ،و بالتالي فهو لا يمكن أن يشكل حسبه أرضية لمصالحة حقيقية مع المنطقة الشمالية و أهاليها. بالإضافة إلى ذلك ،يطالب المنتدى مختلف الأطراف المتورطة في الجرائم الإنسانية ضد المنطقة إبان الحقبة الإستعمارية و الفترة الممتدة بعد اتفاقية إيكس ليبان، بالكشف عن مختلف الملفات و الأرشيف المرتبط بهذه الفترة التاريخية :( حرب الغازات السامة، الحصار الجماعي لأهالي المنطقة،إقحام عشرات الآلاف من شباب المنطقة في الحرب الأهلية الإسبانية،مؤامرات تصفية رموز المقاومة الريفية،قمع انتفاضة الريف سنتي 58/59 ،السياسة العقابية الجماعية ضد المنطقة بعد ذلك…إلخ ويطالب المنتدى بحق تقرير مصير الجهة الشمالية /الريف في إطار جهوية سياسية ضمن دولة الأوطونوميات المتضامنة، باعتباره حقا شرعيا تاريخيا للمنطقة و يجيب على الخصوصية المتعددة للشعب المغربي من جهة، و من جهة أخرى مدخلا أساسيا لإقرار الحقوق المدنية و السياسية و كذلك الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية لشمال المغرب/الريف ،و يعتبره مدخلا أساسيا كذلك لإقرار دولة الحق و القانون و الحداثة ،و التوزيع العادل للسلطة و الثروة الوطنية، خاصة في ظل تأكيده على فشل تجربة أزيد من خمسة عقود من التجربة المركزية و حصيلتها الهزيلة في مجال التنمية و الديمقراطية و الإنصاف المجالي. و لا يريد المنتدى أن يقف عند حدود المطالب في إطار اشتغاله الحقوقي، بل يتبنى ضمن استراتيجيته تعميق النقاش و البحث العلمي و الأكاديمي المستمر ،و المساهمة في انتاج الثقافة الحقوقية عبر أنشطة و ندوات و لقاءات و أوراش و منتديات للتفكير الجماعي، لتشخيص كل الإشكالات و القضايا المطروحة و البحث عن الإجابات الصائبة التي من شأنها أن تشكل حلولا ناجعة لمختلف المعضلات المطروحة خاصة منها الآنية و المتعلقة ب:الحق في معرفة الحقيقة و حفظ الذاكرة ،الحق في الحفاظ على الهوية و تقرير المصير، الضمانات المؤسساتية و الدستورية الاساسية لإقرار دولة الأؤوطونوميات المتضامنة و توفير شروط المصالحة… إلخ بالإضافة إلى ذلك ،فإن المنتدى يشتغل كذلك على مختلف القضايا الحقوقية الأخرى كالمرأة و البيئة و التنمية … سواء ذات العلاقة بالمحلي أو الجهوي أو الوطني و كذلك الدولي و المتابعة اليومية للخروقات التي يتم ارتكابها في هذا المجال ،هذا بالإضافة إلى كونه يشتغل على مواضيع حقوقية كونية كالتربية على حقوق الإنسان و إشاعة ثقافتها. حرر يوم 18-04-2011 محمد جلول / عن الإعلام النقابي للفضاء النقابي الديمقراطي