بعد أن خاض حزب العدالة والتنمية حربا ضروسا مع ما يسميه "التحكم" فيإشارة ضمنية لحزب الأصالة والمعاصرة، انتهت بعد إعلان نتائج الاستحقاقاتالانتخابية الاخيرة ليوم الجمعة 7 أكتوبر الماضي، واختيار المحتل للمرتبةالثانية "البام" الاصطفاف في المعارضة، ها هو حزب التجمع الوطني للأحراريلعب نفس الدور ويقود تمردا خفيا ضد رئيس الحكومة ويفرض شروطامرفوضة أخلاقيا وسياسيا بأن يطالب بإبعاد حزب معين وإدخال آخر في عدماحترام لأدبيات التفاوض والتشاور وتغييب لدور رءيس الحكومة الذي يدبرالتفاوضات بينه وبين أمناء وقادة الأحزاب الأخرى. التحكم في صيغة جديدة، والتجمعيون ينفذون ما يملى عليهم من خلف الكواليسوالاجتماعات السرية بأن يضعوا العصا في عجلة سير المفاوضات ويشهرونورقة تلوى الأخرى في وجه رئيس الحكومة المحكوم بعامل الوقت والمطالببإخراج حكومته قبل انقضاء الآجال القانونية، حيث لا زال أخنوش متشبثابإقصاء الاستقلال من التحالف الحكومي مهددا تشكيل الحكومة بالفشل. فإذا كان التجمع الوطني للأحرار قد أبان منذ إعلان نتائج اقتراع 7 أكتوبر عننيته في لعب دور بارز في تشكيل الحكومة والظهور بموقف المنقذ والحليفالذي لا يمكن لبنكيران الاستغناء عنه، من خلال الطبخة المعروفة باستقالةمزوار وتعيين أخنوش عزيز المقرب من القصر وصديق الهمة والعماري رئيساجديدا للحمامة، ما فسره المتتبعون وجود نوايا الضغط على بنكيران وإرغامهعلى انتظار المؤتمر الاستثنائي للحزب الذي عقد نهاية أكتوبر ودخول الحماةوحزب الحصان في تحالف مسبق من أجل تعزيز جبهة أحزاب الوفاق ، وكذااشتراط دخول الدستوري للحكومة ورفض امحند العنصر التحالف مع بنكيرانفي غياب الدستوري والأحرار، ما أعطى انطباعا أن حكومة بنكيران سترىالنور بمشقة الأنفس و ستخضع لإملاءات حزب التحكم من بعيد وستشكل وفقرغبة من يسيرون البلاد ب"التليكوموند". أخنوش وساجد والعماري والعنصر أعدوا سيناريو مسبق للتحالف الحكوميبعدما كان الكل يتوقع فوز الأصالة والمعاصرة في الاستحقاق الاخير، لكن فوزالبجيدي قلب كل الموازين وادخل من يحنون لزمن التحكم في دوامة لا يعرفونرأسهم من أرجلهم، فبدؤوا يناورون ويعرقلون تشكيل هذه الحكومة ويبتزونرئيسها المعين من طرف الملك، حيث يبقى الشعب المغربي الخاسر الأكبر منهذه اللعبة المكشوفة.