نظمت النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل حفلا تكريميا لنساء التعليم بمناسبة عيدهن العالمي8مارس2011 ، الذي زامن الحركات التحررية في الوطن العربي .المشهد كان رائعا بقاعة المحاضرات بمدرسة تكوين المعلمين ، حيث غصت بمئات من نساء ورجال التعليم وبحضور النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور.و تحية إكبار و احترام و إجلال لكل امرأة مدرسة وقفت بجرأة و رفعت صوتها من أجل التعليم و التعلم أو من أجل القراءة و الإقراء أو من أجل أن تنال المرأة حقوقها العادلة المشروعة.و هكذا فان 8 مارس لم يكن مناسبة للمرأة البرجوازية أو الأرستقراطية بل هو مناسبة ثورية واقعية. كونتها فكرة ذلك الإضراب العمالي الذي نبه العالم إلى حقوق المرأة في العمل و المساواة و العدالة في الأجور و كان ذلك 1909 عندما خرجت النساء بالولايات المتحدة… في إضراب دام 13 أسبوعاً يطلبن الحرية و المساواة و تحسين ظروف الشغل و ترك تشغيل الأطفال. إلا أن هذا العيد في حياتنا الراهنة قد تحول ليشمل معاناة و هموم المرأة بصفة عامة. إن يوم 8 مارس، يشكل بالنسبة للمرأة المغربية يوماً يذكرها بما مر عليها من سالف الأيام حينما كانت دائماً أماً لشهيد مقتول في الحرب أو رهين في الزنزانة أو مدفون بالمقابر الجماعية أو أختاً له أو ابنةً أو زميلةً له في الدراسة أو في العمل، و يشكل كذلك للمرأة الريفية تحدياً كبيراً واختراقاً لطابوهات ما فتئت تحرمها من تثبيت ذاتها و فرض وجودها في عالم رجولي يصعب تغيير المتعاليات المتحكمة في عقليته.إن تكريم النقابة الوطنية للتعليم لبعضكن ما هو إلا تكريم للوفاء و الإخلاص، تكريم لنساء قضين زهرة عمرهن خدمة للمدرسة العمومية، تكريم لنكران الذات و خدمة الوطن. وقد صاحب هذا الحفل تكريم أشاوس النقابة الوطنية للتعليم الذين وضعوا اللبنة الأولى لهذه الشجرة المثمرة التي أنجبت رجالا قاوموا زمن الرصاص وأدوا الثمن غاليا لما نعيشه من ثمار الحريات في هذا البلد الأمين .امتزجت دمعة الحنين ببسمة التقدير لأناس قضوا زهرة عمرهم في خدمة هذا الوطن أحمد البروزي ، المختار الببنتلي،مصطفى بوحجار الحبيب الحدوتي التهامي البنيشي،ميمون البورياحي محمد الزبايري، حنين الأدريسية ،كلمات أثثت فضاء القاعة جعلت الحضور يذرف دمعة تارة ويرسل بسمة تقدير تارة أخرى في حق نساء ورجال اختاروا خندق التربية والتكوين والصور أصدق من الكلمات أحيانا.