باسم الله الرحمان الرحيم ، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم حضرات السيدات والسادة أسرة الفقيد الغالي فضيلة الدكتور: ياسين بنيحيى علي العزاوي السيد المحترم: المبدع مدير المهرجان الأستاذ حماد موساوي السلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته وبعد/ في البداية أتوجه بخالص شكري وتقديري للجهة المنظمة لهذا اللقاء وهذه الالتفاتة الكريمة والتي توجتها بأن أطلقت عليها إسم المبدع الفنان والدراماتورج المخرج المسرحي بنيحيى العزاوي تغمده الله بواسع رحمته لا أقول الراحل ، لأن روح الرجل معنا تحف جنبات هذا المكان وتسمع حديثنا وما يختلج في صدورنا ، وأخال صاحبها يصغي باهتمام إلينا بوجهه السمح الباسم ، ليذكرنا بأنه ما فارقنا طواعية ولا اختيارا ، وإنما هي إرادة الله ومشيئته ، والفطرة التي جبل الناس عليها تواجد ، وحضور ، ولقاء، ووداع وافتراق ، ورحيل أبدي حضرات السيدات والسادة لقد نهلت لغتي العربية من مشارب عدة فما استعصت علي الحروف ولا غلبتني الكلمات ولكنني الآن أجدني مرتبكا وقد تخونني الجمل والتعابير أجد حرجا فيما أقول فالمصاب جلل والرزيئة كبري وقد فقدنا أحد ركائز وأعمدة المسرح في الوطن والوطن العربي ممن ناضلوا وأسسوا للبناته حين كنت أجلس إليه رحمه الله في سبعينيات من القرن الماضي كنت أشعر بأخوته وصداقته كان بمثابة الأب العطوف والمعلم الموجه يعطي كل ما عنده وكنا نغرف من معين علمه وأدبه ، يرسم لنا معالم الطريق ، تعلمنا معه التعابير الجسدية والإلقاء والحركة والوقوف على الخشبة والتعامل معها إلى جانب أساتذة أفاضل مثل الفنان المبدع المخرج بودلال يحيى شفاه الله والمرحوم المبدع الكاتب المسرحي محمد مسكين والمخرج المبدع بنيونس الطاهر رحمه الله والفنان المرحوم محمد اليوسفي ، والفنان محدد بنجدي شفاه الله، والمخرج عبد الرزاق بنعيسى بنعيسى والكاتب والمخرج بالعيد ابو يوسف والفنان المقتدر الكاتب والمخرج محمد بلهيسي وأستاذنا الكبير الكاتب الدكتور عبد لكريم برشيد والأستاذ الممثل محمد بن قدور والمخرج عمر الدرويش وكثيرة هي الأسماء المؤثرة في حياتي والمقام لا يسع لذكرها عرفته رحمه الله غير مستبد برأي ولا محتكر لقرار لم يكن فظّا ولا غليظ القلب، وحتى في انفعال كانت تفرضه لحظة العمل كان موسوما بالرفق والعطف والتسامح تخرج على يديه عدد من الفنانين، حتى أن كثيرا ممن عاشروه وتتلمذوا على يديه يجنون قطاف ما زرع هذا الاستاذة العلم قد نجحف الرجال حقوقهم ، و إذا ما رحلوا عنا أبناهم بكلمات وذكرنا سيرتهم باقتضاب واحتشام وقد يرحل الرجال وفي أنفسهم شيء من حتى ، حاملين تدمرا كبيرا وحزنا عميقا وجرحا غائراً، حين بعث لي رحمه الله بعد رجوعه من غربته إلى ارض الوطن بشريط فيديو وهو يضحك فيه ،أدركت أن ضحكه لم يكن عاديا وإنما كان ممزوجا بالبكاء الخفي ، وكأنه يقول لي : حين ألقى الله سيتحول ضحكي هذا بكاء في داخلك ، شلالا من الدموع وها أنت أيها البهي في عالمك المقدس و أنا في عالمي المدنس ، أراسلك وهذا بريدي إليك حين بعثت إلي بهذا الشريط ضحكت معك ، وما كنت أعلم يا أستاذي أنني أبكي وانتحب بعد رحيلك وحينما سألتك لماذا ضحكت وأهديتني هذه الابتسامة الجميلة ؟ زدت ضحكا وقلت لي : بعد حين إن أبقاك الله من بعدي، فستذكر أنني كنت أبكي من داخلي ، وربما ستجهش بالبكاء في لحظتها ، وها أنذا أبكي من حرقتي على رحيلك.. ورحلت يا صاحبي من غير وداع ولا قبل، ومن دون سابق إشعار.. وأنا متأكد بأن لقاءنا سيتجدد في العالم الآخر الذي أنت فيه، حينها سأخبر الله أنك كنت أستاذي ومعلمي ومرشدي، وسيكرمنا الله بالتقابل على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين ، فرحين ومستبشرين.. وسنضحك معا في جنات النعيم . لكنني سوف لن أخبره بتجاهل من تنكروا لك ولي ولكثير من مثالنا، لأنني أحمل زهرة الجمال في روحي، والتي غرستها في جنان تلامذتك وفي . ولأنه سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. أستودعك الله وعنده لا تضيع الودائع فألف رحمة ونور على روحك الطاهرة. تلميذك: مولاي الحسن بنسيدي علي. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . …….. اخواني، ألتمس منكم الوقوف لقراءة الفاتحة على روح الفنان بنيونس الطاهر الذي غادرنا بالأمس ووري جثمانه دار البقاء اليوم وعلى أرواح رفقاء الدرب والخشبة ورحم الله الجميع ……… الأديب والمسرحي : مولاي الحسن بنسيدي علي