حين يُسأل عن عمره يحب أن يسمع من قرائه الكثيرين "كم عشتَ منه للمسرح؟"..سكنه المسرح، وهب له نفسه، وكرس له كل طاقاتِه، فأبان عن ممثل بارع، وكاتب رصين، يُقنع كلما نطق بصوته الجهوري، ويحصد الإعجاب وهو فوق الركح.. حتى كتاباته في الرواية، والقصة القصيرة، والقصة القصير جداً، وفي الشعر لم تسلم من "أثر المسرح" فيها. نفَسه في الكتابة طويل، يعشق الحرف المخملي، ينتقيه، و يصفيه، ثم به يبدع في الرواية، والشعر، والقصة..لا يمكن أن تعرفه دون أن تحبه.. هو مثل " بطل روائي" يعيش في المخيلة، يحيى بين الناس، يتكلم بلسانهم، ويعيش حيواتهم في الزقاق، كما في القصور، يتأبط قضاياهم، ويتحدث بلسانهم فيفرح لفرحهم، ويأسى لترحهم. أصدر في الرواية "غادة العامرية"، وفي الشعر الزجلي "خويا العربي"، و"لميمة"، و"جذبة المداح"، وفي القصة القصيرة جداً "رسم بريشة القمر"، و"من الهدهد إلى الحكيم"، و"عشتار والقمر"، وفي المسرح له "عودة أريز"، و" صهيل الجياد الريفية".. وأهلا بك أستاذ مولاي في "العرين".. س- حدثنا عن طفولتكم؟.. لن نعدم فيها محطات تنبئ بما أنت عليه الآن من شهرة؟ ج- ألف شكر على استضافتكم لشخصي المتواضع وبارك الله فيكم، وأنتم بفعلكم هذا تكرمون الأدباء والكتاب، وأقول مستعينا بالله: ولدت ببيت العائلة من أبوين صحراويين وتربيت بين أحضان جدي وكان ضريراً رحمه الله وفقيها وإماما ومؤذنا ومجودا لكتاب الله، وكان حلم والديّ رحمهما الله أن آخذ العلم وأحفظ القرآن من جدي وفي سن السادسة كنت أحفظ نصفه أو يزيد قليلا عن ظهر قلب، مع ابن عاشر والبردة وكثير من الأحاديث، إلى أن توفي جدي والتحقت بالمدرسة النظامية التي لم آخذ منها شيئاً وقد أثرت في الوفاة، وكنت كسولا وأذكر أنني حصلت على الشهادة الابتدائية من مدرسة القرآن الكريم الحرة بمدينة وجدة وأنا كبير في السن وكنت محظوظا إذ انتشلني أستاذي رحمه الله محمد اليوسفي الورطاسي من براثن الجهل وظلمته، وأدخلني المسرح والتمثيل الإذاعي فتعلمت منه "وقد كان فقيها وفناناً ومسمعاً وممثلا ًجيداً ومطرباً يصدح بصوته العذب"، وفي ظرف وجيز أصبحت أفرق بين الناسخ الفعلي والناسخ الحرفي، و أقرض الشعر وأجيد الوقوف على الخشبة (هههه).. س- المسرح سَكنَ منكم القلب والأهداب.. ما قصتكم مع هذا الفن الراقي؟ ج-المسرح كياني أعشقه وأحب رجالاته ونسائه، وله أفضال علي يؤثر في نفسي أن أرى الركح ولا أقف عليه، رحم الله من علمني ممن انتقلوا إلى الرفيق الأعلى وأطال الله في عمر من لا زلوا على قيد الحياة وأذكر على سبيل المثال، لا الحصر، الكاتب المسرحي الأستاذ محمد مسكين رحمه الله والمخرج المبدع يحيي بودلال، أطال الله في عمره، والأستاذ الدكتور حسن الأمراني، والدكتور محمد بنعماره رحمه الله، والأستاذ الدكتور عبد لكريم برشيد، والمخرج بنيونس الطاهر، والفنان محمد اليوسفي رحمه الله، والأستاذ الكاتب والمخرج محمد بلهيسي، والأستاذ الدكتور مصطفى الرمضاني، والدرماتورج يحيى العزاوي، والفنان بنيونس صديق، والممثل محمد بنقدور، والمخرج يوسف بلعيد والأستاذ الممثل محمد بنجدي، وأسماء أخرى كثيرة، قد نذكرها حين يتسع المجال لذلك . س- تحرص دائماً على أن يتصدر أعمالَك الإبداعية تقديم ٌ من بعض الكتاب الذين لهم حظوة في مجال النقد..هل يضير العمل لو خلا من التقديم؟ ثم ماذا تضيف لك هذه التقديمات؟ ج- بالعكس إن التقديم من طرف المتمرسين هو بمثابة "سكانير" كشف أجريه على كتاباتي، فأشخص الحرف والمعنى وقد وجدت في إخواننا النقاد كل الاهتمام بما أكتب، "بارك الله فيهم" وما يضيفه التقديم لكتاباتي هو أولاً : وضع شخصي على المحك.. ثانياً الاستفادة من نصائح وإرشادات الأساتذة والباحثين والمهتمين؛ وأسألك "بعد إذنك" هل تستغني عن الطبيب حتى وإن كانت العلة صداعاً بسيطاً ؟ أو أن تسوق سيارتك من غير أن تتأكد من وجود رخصة السياقة والأوراق اللازمة معك ؟ س- المفهوم الجديد للبطولة حسب عبد الرحمان منيف في الرواية هو ألا يتوقف" البطل"، أكثر مما يحتمله المشهد، أو الحالة، وعلى الشخصيات الأخرى أن تشبه مياه النهر، بحيث تتعاقب في الرواية، وتواصل مشوار الحياة/ مشوار الرواية؛"غادة" بطلة من هذا النوع، تحتفل بالبطل الفرد، هي شخصية كاسحة في روايتك " غادة العامرية" لا تفسح المجال للشخصيات الأخرى لتواصل المشوار.. هل من تفسير لهذا الاختيار؟ ج-غادة العامرية في الرواية بطلة تجسد واقعها، وأحداث الرواية، ثم راوية لما عايشته في رحلتها القسرية، فتحكي عن أشخاص مختلفين، وفي كل فصل من فصول الرواية تجد بطلا أو بطلين، وهذا المنحى الأدبي في الرواية هو ما راهنت عليه فأوهم القارئ أن غادة هي البطلة بينما في القراءة الثانية للقارئ سيكتشف أن أبطال غادة العامرية كثيرون، فأدعوك أستاذي الجليل إلى قراءة ثانية لها وأنا متأكد من اكتشافك للبطل الأول في القصة ودوره المهم وهو القارئ الجيد .. س- ثم إن "غادة" هي شخصية سورية، لكن الحوار الذي تجريه على لسانها هو مغربي نطقاً، وكتابة.. هذا تناقض .. كيف تفسر هذا المسعى؟ ج- بل بالعكس هو انسجام تام مع روح النص فغادة العامرية هي إنسانة مثقفة وعلى درجة عالية من العلم وطبيبة وتجيد لغات مختلفة، ثم إن المؤلف هو أيضاً ينهل من معين اللغة فكان التواصل بينهما بلسان عربي مبين، وإذا سلمنا بوجود بعض اللهجات العامية بداخل النص فغادة عبرت أكثر من بلد في رحلتها فلابد من أن ترسخ في ذهنها مصطلحات لسانية سواء أردنية أم مصرية أم ليبية أم جزائرية أم افريقية أم مغربية خاصة وأن إقامتها بالمغرب كانت أكثر من سنة. س- مسألة أخرى أستاذ، هل قضايانا بهذا المَحل، أقصد ألا تستحق موضوعات مغربية قريبة منك أن تكتب عنها.. لماذا تشيط بعيداً..لماذا غادة العامرية السورية، وليس فلانة أو علانة المغربية؟ ج- سأكون مجانباً للصواب إذا لم أوثق لما جرى من أحداث الربيع العربي وآثاره، سلبياته وإيجابياته ورواية غادة "سبق أدبي"، بعد جيل آو أقل سيعتبرها من سيأتي بعدنا وثيقة مجسدة لأحداث واقعية، أما الجزء الثاني من السؤال وهو الأهم في نظري والذي يجب أن نقف عنده، فإن أغلب كتاباتي عن الوطن واقعه وتاريخه ورجالاته، كتبت مجموعة مسرحية "صهيل الجياد" وجسدت فيها ملحمة البطل المجاهد الشريف سيدي محمد أمزين ومجابهته للاستعمار الاسباني وكتبت أيضاً في المجموعة مواقف السياسيين وبها فلان وعلان، وقد استحسنها المهتم الناقد المتمرس، إلا أن مطرب الحي لا يطرب فلا تلقى أعمالنا الاهتمام الكبير من طرف الجمعيات والهيئات ورجالات المسرح، في السبعينيات والثمانينيات والى غاية التسعينيات من القرن الماضي كنا نشتكي من أزمة النصوص المسرحية فكان الاقتباس والعمل على مسرحيات غربية وعربية ولما أصبح لنا كتاب ممتازون ونصوص جيدة لم نجد من يهتم بها، واسمح لي أستاذي أن "أسألكم مرة أخرى وبعد إذنكم طبعا" كم مسرحية شاهدتها خلال هذه السنة سواء في قنواتنا أم في قاعة العرض أعتقد جازماً أن إجابتك ستكون: (ولا واحدة)، والسبب يرجع لعدم وجود نصوص تبث جيدة، وهذا لا يعني عدم وجود جمعيات مسرحية تقدم عروضاً تستحق جائزة النص المتكامل لكن في ظل الاحتكار " وباك صاحبي" والمحسوبية فإنها لا ترقى للشهرة، ومع ذلك فمحبو وعاشقو الفعل الثقافي يمارسون عملهم وبصمت، إلى أن يحدث الله أمراً، ونقر بمقولة البقاء للأصلح وفي قصصي وأشعاري أكتب عن الوطن و بأسلوب جريء.. س- القصة القصيرة جداً لها نصيب كبير من إبداعاتك إلى جانب المسرح الذي تعشقه..كتبت لحد الآن: "رسم بريشة القمر" ومن الهدهد إلى الحكيم" ثم "عشتار والقمر".. هل لهذا التراكم اللافت ما يبرره؟ ج- لم يأت هذا التراكم عن طريق الصدفة، وإن كانت هذه الأخيرة ساهمت في وجوده، لأنه نتاج تجارب سابقة وحمولة أدبية سكنتني منذ أن أرسى مركبي على شاطئ الكتابة، وقد لا أقف عند المجموعات أعلاه بل قد أتعداها إلى مجموعات أخرى ستظهر قريباً إن شاء الله " جزاءً من ربك عطاءً حساباً " س- تحتفي في "رسم بريشة القمر" بالمرأة بدليل أن أكثر نصوصها عن " الأنثى".. هل من علاقة بين القمر( وهو عنوان المجموعة) وهذا النزوع؟ ج- إنني من عشاق القمر حين أجلس إليه، يلهمني، يطربني وأناجيه ويناجيني، ويهدهدني فأنام وعيني مشرئبة إليه، والأنثى قمري وشعري وقرطاسي فرحي وأشجاني وكلما أحسست بغربة أو ضيق، كنت بين ذراعيها تهدهدني كطفل يحتاج صدر أمه فتكون بذلك أمي وأختي وابنتي وصاحبتي وحبيبتي والقمر والأنثى قدري وشغفي وهيامي . س – أسبغت على المرأة في " رسم بريشة القمر " مسميات كثيرةً فهي : الأنثى، والأفعى، والجنية، والمرأة، والزوجة، والحبيبة، والبنت، والوصيفة، والجدة، وقرة العين، والفنانة، والوالدة والمبدعة، والسيدة، والأم، والمجنونة... كنتَ دقيقاً ورائعاً في انتقاء هذه الصفات في مقابل " الذكر" ولا أقول "الرجل".. أريد: المرأة في "رسمك" تتلون، والذكر يحتفظ بطلائه، هو إما زوج، أو حبيب فقط.. ما تعليقك؟ ج- المرأة هي الخصوبة، وهذه الأخيرة قد تلد حلواً أو مراً، وهي شلال دافق من الحنان والعطف والحب ومن متناقضه أيضاً فتكون بذلك في نظري محور هذا الوجود فلا يستقيم عود الذكر إلا بها، وإنصافاً لها ولحبها ذكرتها بما لها وعليها.. س- تقول في "رسمك للقمر": " حاولتُ في هذه المجموعة القصصية "رسم بريشة القمر" أن أرسم حكايات ..." دعني هنا أسألك: رسم الحكاية؟ أم الكتابة عنها؟ ما الفرق ؟ هلاّ تفضلت وكشفت لنا ماذا تقصد؟ ج- حين نكتب الحرف فنحن نشكل صورة، ونضع رسماً، من أجل تجسيد معنى، وقد يعلق الرسم في الذاكرة وفي العقل الباطني فلا يحيد عنه، و بالتالي لا ينسى فهل يمكن أخي أن تنسى صور الرسوم المتحركة التي رأيتها وأنت صغير وهل يمكن أن تنسى ر سماً جميلا مر أمام عينيك ورسخ في ذا كرتك، لهذه الأسباب كان الرسم مختلفاً عن الكتابة، ولأنه خط بريشة القمر . س- خصّك نقاد كثيرون بكتابات عن مؤلفاتك ..أيّهم برأيك استطاع أن يلمس وترك الحساس، أو يغني معك عزفك؟ ج- ليس الأمر مجالا للتفاضل بقدر ما يكون للنصح والإرشاد والتشجيع وبذل الجهد، لو لم يكن الكاتب لما كان الناقد ولو لم يكن الناقد ما واصل الكاتب مسيرته الإبداعية فكلاهما غصنان لشجرة طيبة مباركة جذعها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وأحمد الله وأثني عليه، أنني أقطف من بساتين النقاد أجمل الفواكه وأينعها، و" أجني منها مفازاً حدائق وأعناباً ..وشراباَ دهاقا " س- تُكثر من الحوار في مؤلفاتك، وهذه ملاحظة سجلها الدكتور نور الدين الفيلالي، وغيره..وغياب الوصف من بعض أعمالك الأدبية لافت.. هل لممارستك المسرح علاقة ما ؟ أم هناك أسباب أخرى؟ ج- إن الغموض والتعلل به اعتبره لا يفي الغرض الأدبي ويضلل القارئ، أسلوب بسيط بمعنى واضح يخضع لشروط الكتابة المتعارف عليها أفضل عندي بكثير من نص يكتنفه الغموض فلا يعرف أوله من وسطه ولا من أخره وهذا يدفع إلى العزوف عن القراءة في رأيي المتواضع، و كما يرى الدكتور جميل حمداوي : أن الحوار أهم من الصورة ويذهب فرونسوا مورو إلى القول : إنه ليس كل علاقة لغوية بين موضوعين تستحق اسم الصورة فقد نجد صوراً ميتة تنتمي إلى القاموس والمعجم" lexicalisation "، وأرى أن الحوار هو أصعب ما في النصوص القصصية وليس من السهل إيجاده، وبخصوص ما قال به فضيلة الدكتور نور الدين الفيلالي فأنا أحفظه عن ظهر قلب وهو كالتالي : " كما تتميز المجموعة بغلبة عنصر الحوار على أغلب قصصها، وهو أمر يمكن ربطه بتجربة الكاتب في مجال المسرح، حيث نجد دائما حواراً بين شخصيات القصة رغم قلة الشخصيات وضيق الفضاء الذي تتحرك فيه". وأنا أتفق معه وأدعوك أخي للتمعن فيه فستجد أنني نهلت من كتاب الله الذي لا تخلو آية ولا سورة فيه من حوار، فنجد أن الحوار فيه بين الله والملائكة، وبين الله والإنسان، وبين الإنسان والإنسان، وهذا الأخير والحيوان، وحتى مع الأجرام والكواكب كالشمس والقمر والنجم ووو.. لهذا تجدني أركز على الحوار الذي أحدث به الصور التي أريدها وتقتضيها ضرورة وجودها س- ألفتَ في القصة القصيرة جداً " رسم بريشة القمر"، و" عشتار والقمر".. - ما قصتك مع القمر؟ - وكيف تختار عناوينك؟ ج- بيني وبين القمر علاقة طيبة ووشائج ومحبة.. أدعوك إلى الجلوس إليه فستعشقه وحتما ستضع اسمه على غلاف لمجموعة قصصية أو لأحد أعمالك الأدبية .. س- ماذا عن المتابعة النقدية لأعمالك؟ .. هل أنت راض عنها؟ ج- حينما أسلم جسدي للطبيب للكشف عنه فأنا مستعد لنتيجة الكشف إما إيجاباً وإما سلباً ولا أستطيع أن أعارض الطبيب، إن صارحني بحقيقة علتي ودائي و أقبل دواءه وآخذه بعناية كي أشفى، والناقد الأمين بالنسبة للكاتب أو المبدع هو بمثابة الطبيب المعالج، وقديماً قيل :اثنان لا يتعلمان المستحيي والمتكبر، "فأحمد الله " أن كل النقاد الذين تناولوا موضوعاتي كانوا أمناء، وأنا أقدر مجهوداتهم.. ومن هذا المنبر أتوجه بخالص الشكر لكل من الدكتور عبد السلام بوسنينة وقد قدم ديواني الزجلي خويا العربي، والدكتور أبي أسامة محمد دخيسي وقد قدم المجموعة المسرحية عودة آريز، والدكتور نور الدين الفيلالي المجموعة القصصية رسم بريشة القمر، والأستاذة سنا ء يحياوي رسم بريشة القمر، والدكتور جمال الدين الخضيري المجموعة المسرحية صهيل الجياد، والدكتور نور الدين أعراب الطريسي المجموعة القصصية من الهدهد إلى الحكيم، والدكتور محمد امحاور الديوان الزجلي لميمة، والدكتور يحيى يوسفي المجموعة القصصية عشتار والقمر، والدكتور جميل حمداوي المجموعة القصصية عشتار والقمر، ويقوم الدكتور فريد أمعضشو بتقديم ديواني الزجلي "جذبة المداح " ويرجع له الفضل قي تصحيح و مراجعة المسرحية الفايسبوكية التي كان لي شرف إعدادها وإخراج فكرتها بمعية كتاب من مختلف البلدان والأوطان، والأستاذ وديع بكيطة رواية غادة العامرة، وأسماء أخرى كثيرة أذكرها في الإصدار الجديد لإعمالي الأدبية تحت مجهر النقد، وللأمانة يجب أن أنوه بإعمال الفنانين التشكيليين والفوتوغرافيين الذين زينت أغلفة كتبي بلوحاتهم المعبرة والمنسجمة مع مضامين مؤلفاتي ومنهم الأستاذ الفنان يحيى دخيسي، والأستاذة الفنانة زكية مركَوم، والإعلامي المصور محمد مقرش .. س- كتابة الأنطولوجيات في القصة القصيرة جداً تحكمها المزاجية في الاختيار، ويسيجها ما هو عصبوي غالباً .. كيف السبيل لتنقية هذه الكتابة بغية تحقيق مناخ صحي للقصة القصيرة جداً؟ ج- أرى أن كل عمل إبداعي يخضع بالأساس لظروف عدة : الحال والزمن والمكان ..، فقد لا ترغب في الكتابة أو الرسم أو في أي عمل أخر فتجد نفسك وقد ارتديت لباسه فقد يكون هذا اللباس خشناً أو خفيفاً بحسب حالة الجو، وقد يحرك حنين الكتابة ظرف المكان أو الحالة النفسية وهذا لا عيب فيه بحسب رأيي .. س- آخر كتاب قرأتَه أستاذي الفاضل، ولمن تقرأ من مبدعي القصة والقصة القصيرة جداً؟ ج- كتاب الله والموطأ للإمام مالك رحمه الله محاولة مني للوقوف على نصوص الأحاديث به وتدقيقها ..وفي مجال الأدب كتاب المقارنة بين الصور البلاغية (إبدالات نقدية) للدكتور نور الدين أعراب الطريسي والمجموعة القصصية القصيرة جداً تحت عنوان "فقاقيع" للدكتور جمال الدين الخضيري والمجموعة القصصية "نجي ليلتي" للقاص ميمون حرش.. س- كُتاب القصة القصيرة جداً كثيرون والحمد لله .. بماذا تنصح مبدعي ومبدعات هذا الجنس الأدبي؟ ج- عدم التسرع في الطبع والتركيز على اللغة، ولا ضير في الاستعانة بمن سبقوهم في هذا الميدان والله موفق الجميع .. س- كلمة في التالي: (حمى انتخابات 2015 – المقاهي الأدبية- غادة العامرية) ج : سؤال مهم ويحتم الإجابة عنه ظرفيته.. الجميع يقر بالإصلاح، ومحاربة الفساد، والرشوة، والزبونية والمحسوبية، والبيروقراطية والتهميش، والإقصاء، و"الحكرة"..والكل ينادي بالديمقراطية والعدل، وتحقيق التوازن والعيش الكريم، وتعديل المنظومة التربوية، وبالعلاج للجميع، وترخيص الأسعار، وتشغيل العاطلين، حتى لا يبقى في البلاد جائع، ولا متسول، ولا مريض، ولا بائس، ولا عاطل، ولا ساخط، ويتحقق الأمن والرخاء، وتعم الحرية، ويسود الإخاء والتعاون، ونحقق مزيداً من المكاسب، والتشبث بالوحدة الترابية ونعطي للجهوية الموسعة حقها، وقد جاء هذا الادعاء في برامج المنتخبين، وقد أجمعوا عليه، والجميع ينادي به، فإذا كانت هذه المعطيات هي مطالبهم ومراميهم، فلماذا لا يتفقون ويضعون يداً في يد ويشكلون لبنة واحدة من غير إضاعة الوقت والجهد والمال وتعطيل الحياة العامة !؟ومن غير تنابز بالألقاب ولا طعن في بعضهم البعض ولا تسخير للأموال في الدعاية وشراء الأصوات من بعض عديمي حس المواطنة الحقة ويحققون الائتلاف الوطني، والإجماع على مصلحة الوطن أولا، ويشكلون برلماناً منسجماً ثانياً، وحكومة متجانسة ثالثاً، ومجالس محلية وإقليمية تنبذ الخلاف، ولكنهم يعرفون أن المزايدة على بعضهم البعض من أجل سيارة فارهة وأريكة ناعمة، وتقاعد مريح وأجر خيالي، وتحقيق مصالحهم، ومصالح من يدور في فلكهم؛كم حكومة وبرلمان مرت وتعاقبت، و كل آتٍ يدفع بأساليب يحفظها الشعب منها : الأزمة عالمية- مخلفات الجفاف- الوضع العربي – زيادة النمو الديمغرافي – قلة العائدات- أزمة صناديق التقاعد- صندوق المقاصة، استمرار نهج الحكومة السابقة ..لهذه الأسباب أنا في حيرة من أمري، ولا أملك غير أن أدعو للوطن بالخير، والأمن، والاستقرار.. وكان لزاماً على الحكومة قبل الإعلان عن إجراء الانتخابات تعديل قانون الأحزاب الذي أصبح متجاوزاً بإقرار نظام الجهوية، فكل جهة يجب أن تخضع لنمط حزبي بعيدا عن مركزية الأحزاب من اجل اختيار الصالح ممن يتولى تسيير شؤونهم وأختم هذا الموضوع بمقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله أنه « إذا كان عدد من المواطنين لا يهتمون كثيرا بالانتخابات ولا يشاركون فيها، فلأن بعض المنتخبين لا يقومون بواجبهم، على الوجه المطلوب. بل إن من بينهم من لا يعرف حتى منتخبيه »، مشددا بهذا الخصوص، على أن المنتخب، كالطبيب والمحامي والمعلم والموظف وغيرهم، يجب أن يشتغل كل يوم. بل عليه أن يعمل أكثر منهم، لأنه مسؤول على مصالح الناس، ولا يعمل لحسابه الخاص" "انتهى ". - المقاهي الأدبية.. ج: توزع المشروبات بمختلف نكهاتها الباردة والساخنة على من تريد مع الأداء المسبق لروادها .. - غادة العامرية: ج- أتعبتني أطربتني أسعدتني أشجنتني، ويبقى جزؤها الثاني يراودني، سأضعه بين يديكم لتقديمه إن أطال الله في عمرنا (هههه).. س- كلمة أخيرة .. ج: أشكركم على هذه البادرة الطيبة و الكريمة وحواركم هذا عسل لا يشبع منه.. وأنوه بمجهودات الأخ القاص والمبدع الأستاذ ميمون حرش، وأرجو لعمله هذا الاستمرار والنجاح. وأن يكتب الله له بكل حرف إبداعي صادق حسنة وأن يجعل الله عمله خالصاً لوجهه الكريم، ومهما قلت فلن أفيكم حقكم سيدي من الامتنان والثناء ولا أملك غير أن أقول في ختام هذا الحوار الشيق ونحن ضيوف على عرين الأدباء " بارك الله لنا فيكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..".