أجمع الحاضرون في اللقاء الأول الذي نظمه مركز الفكر والحوار الاسباني المغربي، على ضرورة إرساء وتعزيز القيم الحضارية المشتركة التي تربط الشعبين الإسباني و المغربي. وأكد نور الدين هتهوت رئيس مركز الفكر و الحوار الاسباني المغربي خلال هذا اللقاء الذي احتضنه النادي البحري الملكي لأبي رقرار، يوم السبت الماضي، على التفاعل الإيجابي للمؤسسات المغربية والاسبانية التي تم الاتصال و التنسيق معها، بغية الدفع بمشروع cered نحو أفاق أرحب. وأضاف ذات المتحدث على أن اللقاء يهدف إلى إرساء فضاء واسع للنقاش ولاستيعاب وجهات نظر جديدة تروم إلى خلق فضاء للحوار وللفكر مبني على أسس الاحترام المتبادل، بغية بناء صرح تنموي وحضاري مستقر بحوض المتوسط يكون رائدا على المستويات الجهوية والوطنية. وأعرب هتهوت على أن مركز الفكر و الحوار الاسباني المغربي ، يعتمد على ربط وتقوية أواصر الصداقة والتعاون بين الشعوب من جهة، وتقوية العلاقات الانسانية من جهة أخرى من خلال التعمق المعرفي و الفكري لمجتمعاتنا. ومن جانبه قال خليل علا منسق قطاع الاتحاد الاشتراكي للجالية وشؤون الهجرة على أن الأدوار التي أضحى يلعبها النسيج الجمعوي المدني الذي أصبح يتجاوز فيها في السنين الأخيرة دور الأحزاب السياسية وفي أحايين أخرى يتجاوز دور المجتمع المدني حتى دور الدولة وذلك راجع لعدم تأثره بالضغوطات و الاكراهات السياسية. وذكر علا أن التغييرات الديموغرافية السريعة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة والتي جاءت بسبب تدفقات المهاجرين واللاجئين وسرعة تنقلهم بين الدول هي نتيجة لسياسات عدم التعايش بين المجتمعات ذاتها من جهة ومع الآخر من جهة ثانية، مما قد يخلق تجاذبات فكرية و إيديولوجية ودينية يصعب التحكم في توازناتها في غياب نسيج مدني قوي وجاد دوره الأساسي هو تحصين المجتمع من جميع أنواع التطرف وحثه على الانفتاح والتعايش وكذا الاندماج الإيجابي مع جميع الثقافات والحضارات. و عرف اللقاء حضور ممثلي الهيئات السياسية، و ممثلي عن الوزارة الوصية المكلفة بشؤون الهجرة والجالية. وكما عرف اللقاء حضور سفير المملكة الاسبانية بالرباط فضلا على البعثة الدبلوماسية المتمثلة في الوزير المستشار و المستشار المكلف بشؤون الهجرة والعمل. وخلص اللقاء على ضرورة عقد شراكات من أجل إحداث برامج تلفزية تهدف إلى تقريب الاسبان من معرفة الصورة الحقيقية للمغرب و لتقريب الصورة الحقيقية لإسبانيا عند المواطنين المغاربة. وتم التأكيد أيضا على تنظيم لقاءات وورشات بيداغوجية للصحافتين المغربية والاسبانية بهدف تقريبهما من وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. هذا وقد أسفر اللقاء على ضرورة عقد مائدة الفطور بشكل دوري ومن خلال لقاءات اشعاعية مؤطرة بين مركز الفكر والحوار المغربي الإسباني وسفارة المملكة الإسبانية بالرباط، لتقوية ودعم الأهداف المشتركة القائمة على توطيد العلاقات الاسبانية المغربية وتعزيز التبادل الثقافي المغربي الاسباني. وشدد اللقاء من خلال أشغاله التي استمرت زهاء ثلاثة ساعات على احداث جدولة زمنية للصحافة الاسبانية ونظيرتها المغربية، وذلك بغية العمل المشترك للتعريف بالمقومات الحضارية والثقافية للمغرب و إسبانيا. وتجدر الاشارة، على أن مركز الفكر والحوار الاسباني المغربي رغم حداثة نشأته إلا أنه استطاع أن يجمع أكثر من 138منخرط ومنخرطة يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية من أستاذة جامعيين ودكاترة ومثقفون وأدباء ورجال أعمال حرة … إسبان ومغاربة، ليخلق بذلك دينامية جمعوية وقيمة مضافة للعمل المشترك المغربي الاسباني.