هددت الأستاذة (ب.ب) التي تزاول عملها التربوي بثانوية فرخانة، كمدرسة لمادة اللغة العربية للسنة السادسة، إدارة المؤسسة بمغادرتها في عطلة قد تمتد إلى نصف الدورة، غير مبالية بقرار الإدارة التي أنصفت أحد التلاميذ الذي اتهمته هذه الأخيرة بالتحرش الجنسي، بعد أن اقترب منها عند مكتبها متسائلا حول ماهية حذف خمس نقط من رصيده، مع العلم أن التلميذ ذو قامة قصيرة وبنية غليظة. وحسب شهادة زملاؤه فهو قد يكون شعر بالإرهاق في الوقوف فاستند على المكتب بالقرب من الأستاذة، مما حذا بها إلى إخراجه من القسم رافضة عودته ومطالبة بطرده، بإجراءات تأديبية تنم عن الرجعية والإنفراد الديكتاتوري في القرار. وعلى إثر هذه العنجهية التي صدرت عن الأستاذة، تطور الأمر إلى صراع مع الإدارة التي رفضت مطلبها الجائر في حق تلميذ مراهق، كان من الأجدر حسب لغة التربويين، أن تتحمل الأستاذة مسؤولياتها الأخلاقية أمام ضمير الرسالة التربوية، كي لا تقصي التلميذ من متابعة دروسه وبالتالي عملية تعليمه بالكامل، فاختارت الأستاذة، اللجوء إلى التهديد برحيلها في عطلة مفتوحة ستزيد من تأزم وضعية التعليم بالثانوية. كما لا نفوت الفرصة لذكر أن العديد من التلاميذ بالثانوية يلجؤون إلى الصحافة لتقديم شكواهم حول أساتذة لا يحترمون ألسنتهم التي تتفوه بالنفايات العنصرية ، علما أن التلاميذ هم أمازيغ طبعا والأساتذة ممن يعتقدون أنفسهم افتراضيا أنهم عرب أو عرب المغرب أو عرب الأندلس أو موريسكيين أو شيئ من هذا القبيل، متناسين وهم أساتذة أن العرق مهما تعدد لا يعطي هوية لأحد، بل وفقط أمنا الأرض واللغة هي الخصائص الرئيسية في تحديد هوية الأرض والفرد…، لقد رأيت بأم عيني، كيف يتعامل الأساتذة في إسبانيا مع كل التلاميذ دون استثناء، وكيف استوعب هؤلاء بيداغوجيا التربية والتعليم في عصر لا يرحم لا فرد ولا شعب غير مسلح بالمعرفة، فالتلاميذ المراهقين في اسبانيا يصل بهم الحد إلى البصق في وجه الأساتذة أحيانا، ومع ذلك تجد الأستاذ يضبط أعصابه وكأنه خال من الأعصاب، فيعمل على الإتصال بولي أمر التلميذ عبر لجنة في الإدارة في سياسة تكتيكية وعملية، فتجد التلميذ في اليوم الموالي يقف أمام الأستاذ مقدما إعتذاره بأمر من أبويه، فيبادر الأستاذ في حينه، ممررا يده اللطيفة على رأسه مبتسما فيقول “لا تعتذر رجاءا تابع دروسك”، ومن يومه تتحسن العلاقة بينهم تدريجيا….، أين نحن من هذا ؟ وأين نحن من التعليم الذي تساهل فيه السادة الأساتذة، إلى درجة أنه أصبح السيد الكوكل هو الأستاذ الفعلي باتباع طريقة الكوبي كولي التي تزيد الجهل جهلا والتخلف تخلفا، وحسب أحد التلاميذ الذي قال أن هذا هو ما يسمى بنظام التعليم الأغيولوجي، فإن الكارثة التعليمية والمعرفية الحالية، ستلتهم جيلا بأكمله حتى لو تدخلت “الثورة” عفوا الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ونشير بلغة الصور في الأسفل إلى اهتمام السيد المدير السؤول الأول مشكورا، بالمؤسسة وبجميع مرافقها، محاولا إخراجها من حالة التقادم التي تتآكلها باستمرار، مبعثا برسالة واضحة إلى كل الجهات المعنية بمدى أهمية هذه الإصلاحات، ورغم ذلك فإن المؤسسة تعاني بشكل حاد على مستوى جودة التعليم والأجهزة الإلكترونية، وحتى الحراسة الليلية خاصة وأن المؤسسة تتوفر على مبيت داخلي للفتيات، مما يسفر عن تجاوزات خطيرة يسمح بها المسؤول عن الحراسة متساهلا مع بعض الفتيات ذوات النفوذ المخازني.