مسكينة مغنية... ولا تسألوني من هي... هي مجرد إنسانة كآلاف الذين نراهم يوميا ولا نبالي بهم، ولا نعيرهم أي اهتمام... ليس لديها سيارة فارهة لكي تدير رؤوسنا.. ولا تعيش في فيلا فخمة تسيل لعابنا.. إنها إنسانة بسيطة شاء القدر أن يحرمها من الإنجاب، وأن تعيش بقية حياتها في غرفتها في إحدى بيوت حي بوبلاو. كانت سعيدة في الفترة الماضية، وظنت أن الحياة قد ابتسمت لها أخيرا.. لم لا وقد وجدت عملا لدى شركة ريف جيت، بمرتب محترم لم تكن لتحلم به، بالرغم من أنه هزيل، لكنه كان يكفيها، على الأقل لدفع إيجار الغرفة وفواتير الماء والكهرباء... منذ أيام طلبوا منها ألا تأتي إلى مقر الشركة لتنظفها كالعادة، لأنهم بصدد تغيير المقر والبحث عن مكان آخر... استغربت من الأمر... أليس شارع يوسف ابن تاشفين مكانا مناسبا لفتح شركة طيران؟ لم أعر الموضوع أي اهتمام، وانتظرت مغنية من يتصل بها ليخبرها عن مكان المقر الجديد. وطال الانتظار... إلى أن قرأت أنا في موقع أريفينو أن المدير هرب ولم يعد... وكان لابد لمغنية أن تعرف. وتكلفت أنا بنقل النبأ الحزين، الذي وقع عليها كالصاعقة. فتحت موقع أريفينو وبحثت عن المقال وعن الصورة... تركتها مع صورة حكيم وذهبت للمطبخ لأحضر لها كوب ماء... عدت بعد قليل ووجدتها تكلم الصورة وتقول له “لماذا يا حكيم؟ لماذا فعلت هذا بي؟...” أكيد أن حكيم لن يسمعها... فهو منشغل بأمور أخرى أهم من مغنية... لك الله يا مغنية.