تعيش إحدى المعاقات بالدار البيضاء في الشارع، بعد أن تم إخراجها من غرفتها بحي السلامة بسيدي عثمان، حيث كانت تحتضن ابنيها يوسف وياسين قبل أن يتشتت شمل الأسرة. انقلبت حياة نعيمة وابنيها رأسا على عقب، فالأم جربت كل الوسائل، حتى أنها شيدت لنفسها «عشة» في الشارع العام لتحتمي بها، غير أن السلطات لم تسمح لها بذلك، وهو ما جعلها تعود إلى الحي الذي كانت تقطن فيه وتقضي لياليها محتمية بجدران المنازل. أكدت نعيمة أنه تم حملها في «مانطة» وهي شبه عارية خارج غرفتها، بعد أن أبدت رفضها للإفراغ، لأنها معاقة ولا تستطيع الاعتماد على نفسها في أي شيء ولا قدرة لها حتى على تأمين قوت يومها. وأضافت أنها دخلت في غيبوبة حيث تم نقلها إلى مركز تيط مليل إلا أن مدير المركز رفض استقبالها لأنها كانت في وضعية صحية صعبة، غير أن بعض من حملوها كانوا يلحون على إدخالها إلى المركز، وظلت المعاقة في سيارة الإسعاف ما يزيد عن ثلاث ساعات، حيث نقلت إلى مستشفى سيدي عثمان، الذي تقول إنها غادرته في وضعية يرثى لها. وأكد عبد الكريم الصبار، مدير مركز تيط مليل للعجزة، أن رجال الوقاية المدنية نقلوا نعيمة بريمو، وأن المركز رفض استقبالها كما نقلت إلى مؤسسات أخرى كدار العجزة بعين الشق ورفضت جميعها استقبالها بسبب حالتها الصحية. عادت نعيمة إلى غرفتها إلا أنها كانت ضحية حيلة أخرى، حسب تأكيدها، حيث إن أحد الأشخاص أوهمها بأنه اكترى لها غرفة بحي مبروكة، وأنها بالمقابل يجب أن توقع على قرار الإفراغ وهو ما أذعنت له بعد أن أصبحت تتلقى معاملة سيئة من صاحبة المنزل، إلا أنها في الخامسة صباحا من اليوم الموالي فوجئت بصاحبة الغرفة الجديدة تأمرها بالإفراغ، حيث عادت إلى الحي الذي كانت تقطن به واتخذت لنفسها ركنا تقضي به اليوم كاملا، في حين يبيت طفلها الأصغر الليل مع إحدى الأسر، أما ابنها الأكبر، الحاصل على الباكالوريا، فيزورها بين الفينة والأخرى، وحالته النفسية أصبحت جد متأزمة بسبب التصدع الذي حصل لهم. ومازالت نعيمة تعاني من تبعات ما تعرضت له، حيث إن مناطق بجسدها تسيل بالدم بسبب طول المدة التي قضتها وهي تضع الحفاظة نفسها. وطالبت نعيمة من الجهات المسؤولة بتوفير غرفة لها تجمعها وابناها، أما في ما يخص معيشتها فأكدت أنها يمكن أن تدبر أمرها عن طريق التسول.