اختار الياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، مدينة شفشاون لعقد فعاليات المناظرة الجهوية التي ينظمها المجلس تحت شعار: "من أجل استراتيجية ثقافية في خدمة التنمية الجهوية"، معتبرا أن الثقافة في سياق الرهانات المطروحة، بمثابة فيصل بين الموت والحياة، وسد منيع بين العدم والوجود. وقال العماري: "نحن أمام مسؤولية ثقيلة تلزمنا بالاستثمار في الشأن الثقافي، من أجل نشر قيم التنوير والانفتاح؛ بنفس الدرجة التي يتعين علينا بها الاستثمار في ربط الثقافة بتحسين عيش المواطنين من خلال إنتاج الثروة عبر اقتصاد الثقافة، في الصناعة الثقافية والسياحة الثقافية وغيرهما." وقبل ذلك، وفي بداية كلمته في حفل الافتتاح، أمس الجمعة، توقف العماري عند الأصول الأمازيغية لتسمية هذه المدينة الزرقاء قائلا بأن الشاون سميت كذلك لارتفاعها وعلو شأنها، وكذلك لقوتها وتحصنها في الدفاع عن نفسها، وعن محيطها الحيوي. وأضاف قائلا، إنه "بفضل علمائها الذين سارت بذكرهم الركبان، ومقاوميها الذين تصدوا للاحتلال، ونسائها ورجالها الكرماء الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم للمسلمين المطرودين من الأندلس، والذين يفتحون لنا اليوم أبوابهم لاستضافة مثقفين وأساتذة أجلاء، من داخل الجهة ومن باقي المدن المغربية؛ بفضل كل هذا، وأكثر من هذا، تزداد هذه المدينة تألقا وإشعاعا، يوما بعد يوم، لتحتل مرتبة سادس أجمل مدينة في العالم" حضور رسمي وثقافي طبع افتتاح الندوة الجهوية للثقافة، في الشاون، تجلى في مجموعة من الوجوه المعروفة، في مقدمتها محمد الصبيحي، وزير الثقافة، الذي خصه العماري بتحية خاصة، ملمحا إلى أن حضوره "دليل دامغ على الاهتمام الذي يوليه للشأن الثقافي في بلادنا عموما، وفي الجهات على وجه التحديد"، على حد تعبيره ولم يفت رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، حسب نفس البلاغ، أن يقدم الشكر أيضا إلى ابن اقليمشفشاون، الذي لم يتردد في تلبية دعوة المشاركة في هذه المناظرة، وتجشم عبء السفر من دولة الشيلي، الكاتب والسفير عبد القادر الشاوي، واصفا إياه بالأخ العزيز"، دون أن ينسى جميع الحاضرين من رسميين ومثقفين وصحفيين الذين حجوا إلى هذه المدينة العالمة الساحرة، قصد المشاركة في أشغال المناظرة الجهوية حول الثقافة، وضمنهم عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب. وقد تعهد العماري بأن يرفع مجلس الجهة من درجة الاهتمام بالشأن الثقافي؛ حيث تقرر توطين وكالة تنفيذ مشاريع الجهة بشفشاون، "كما أننا عازمون على رفع مستوى الاستثمارات المهيكلة بهذا الإقليم الذي عانى طويلا من التهميش، وعلى نفس المنوال سنتعامل مع أقاليم وزان و العرائش والفحص-أنجرة والحسيمة." وشدد المتحدث ذاته، على أن تفكير مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، في تنظيم هذا اللقاء، "نابع من إيمان المجلس الواعي بأن التنمية الجهوية لن تقوم لها قائمة ما لم تكن الثقافة قاطرتها وأفقها الرحب. ولذلك، فرهانات الجهة على الثقافة ليست من باب الترف الفكري كما يقال، وإنما هي رهانات برجماتية ترنو إلى خدمة الثقافة لذاتها، ومن خلال ذلك، خدمة التنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية